الترجمة و العقيدة ....في البداية على المترجم ان يكون ذا معرفة واسعة بمهمته الى جانب معرفته بأهمية الحافز الذي يدفعه الى ترجمة نص ما و الوظيفه التي سيؤديها ذلك النص في الوسط المترجم اليه. لذا فأن اختيار النص و الاستراتيجيه المتبعة في الترجمة يعدان عاملان مهمان في عملية الترجمة.و من الواضح ان اختيار النص يعتمد الى درجة كبيرة على رغبة الطبقة التي يستهدفها العمل المترجم او يكون ضمن الشروط التي تفرضها المؤسسات على المترجم لترجمة ما لديها. و فيما يتعلق بالاستراتيجيه فأن نظرية فيرمير المسماة بـ (theory Skopos), و التي تعتبر نقل وظيفة النص اساس نجاح اي نتاج مترجم, تشير الى ان لابد للترجمة من ان تؤدي وظيفتها طبقاً للبيئة الذي يوظف فيه النص و في الطريقة المناسبة و تلك البيئة و هذا يعني ان المترجم حر في ان يجعل معايير و قواعد اللغة المترجم اليها تهيمن على تلك المترجم منها, بالاضافة الى ذلك يعزز اندرو لوفيفر(Lefevere (Andrew هذه النظرية بقوله " ان الترجمة هي اعادة كتابة النص الاصلي و ان جميع الكتابات مهما كان مفهومها فأتها تعكس عقيدة و شاعرية محددة و استناداً على هذا فأن على المترجم ان يوفق بين العقيدة الذي يحملها النص الاصلي و تلك التي سيشير اليها النص المترجم بمعنى ان يساوق المترجم بين النص و قارئه.و يشير بيتر نيومارك ( Peter Newmark) في كتابه (A Textbook of Translation) الى ان مسؤوليه المترجم ليست تجاه القارئ بل المؤلف ايضاً بقدر ما هي تجاه نقل الحقيقة, و طبقاً لمنظور نيومارك فأن وظيفه المترجم هي نقل مضمون النص الاصلي سليماً الى النص الهدف. في الواقع لا ارى ذلك امراً محبذاً و مقبولاً بل انه يقيد المترجم من جهه و يلصق بالمترجم التهم التقليدية كالعبوديه و الانصياع للنص الاصلي, الا ان نيومارك اضاف فيما بعد " يجب ان يترجم النص كما هو بعدها يستخدم المترجم الهوامش لتوضيح نقاط الاختلاف العقائدية – السياسية, الدينية و الفكرية - بين النصين.و ارى ان معالجة مسألة العقيدة في الترجمة تكمن في ثلاثة حلول, يتبنى المترجم احدها وفقاً لدرجة صعوبة التعامل مع المشكلة:1- تخفيف حدة الاسلوب المعبّر عن العقيدة في النص الاصلي و ذلك بأن لا يعمد المترجم الى الغوص في اعماق النص الاصلي.2- اختيار مكافئاً اقرب للمفردة الاصلية و التي يراها المترجم مخالفه و بيئة النص المترجم.3- حذف الكلمة ذات الطابع العقائدي سواء كانت ذا عقيدة سياسية, دينية او فكرية.
+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در سه شنبه ۷ تیر ۱۳۹۰و ساعت 10:7|