ابزار وبمستر

« لمعات وجدانية من الشعر الفارسي القديم»

« لمعات وجدانية من الشعر الفارسي القديم»

رشید يلوح

 

هذه الابيات من الشعر الفارسي لمعات وجدانية نأمل ان تعطي للقارىء انطباعا ولو اوليا حول شعراء بلاد فارس، حيث يمكنك ان تسمع من الناس عامتهم وخاصتهم ابياتا لكبار الشعراء امثال حافظ ومولانا والفردوسي وسعدي ، تماما كالناس في الكويت او قطر او السعودية، ليبيا او موريتانيا، ان الشعر حالة حضارية وفيض معنوي يختزل في باطنه الكثير من الرسائل ويضفي على التواصل اليومي جاذبية اكثر.

والشعر الفارسي سجل انساني مترامي الاطراف من الحكمة الى العرفان الى الحماسة الى الغزل وهكذا... وبالنسبة للايرانيين كل شاعر يعتبر عنوانا لمسار متفرد في المعاني.

اسم حافظ مثلا يثير في الناس مشاعر العمق والصدق، والانسان الذي وقف بحزم امام ظاهرة النفاق والتستر بمسوح التدين والصلاح.. وكان تغنيه باحوال السفر الروحي والتجرد من مظاهر التدين الكاذبة فرصة لتشييد تجربته التي لايزال الناس الى اللحظة في ايران واسيا الوسطى عموما يرددونها ويترنمون بها.

اما سعدي فهو شاعر الحكمة عندهم بلا منازع الرجل الذي ندب عمره لخدمة الاخلاق والتربية والدعوة الى التآخي والسلام. بينما يرى الايرانيون في جلال الدين الرومي رمز الانسان الكامل . الانسان الذي تدرج في مدارج الروح الى ان صار خلقا اخر. فراح يصدح بحب الخالق الاوحد. ليس غريبا ان يردد انسان بسيط بعض معاني جلال الدين العظيمة ان كان لايستطيع انشاء مثلها وهو يحسها ويعيشها..

ليس سرا ان اقول لكم ان ترجمة كلام اولئك يفقده بعض سحره وجماله، الا انه لايعدم ان يحفظ الرسالة التي تجد في الناس مكامن استقبالها، والا ما الذي يدفع امرأة مثل المغنية الامريكية مادونا الى التغني بكلام جلال الدين الرومي لاشك انه عمل رسائل الصدق الانساني التي تقتحم قلوب الناس بدون استذان وكيف يستئذن الوارد عند بيته يا هذا!

هذه ابيات ترجمها ثلة من اساتذتنا معظمها يندرج ضمن مشاركتهم في اعمال ندوة حول الشاعر سعدي الشيرازي اقامتها مؤسسة البابطين الكويتية في ايران.

يقول الشاعر رودكي ابو عبد الله . ترجمة فكتور الكك.

داول الايام بين الضد والضد              هي الافلاك قد دارت مراحا

داؤها يغدو دواء شافيا                     والدواء يمسي داء مستباحا

خلق يغدو جديدا ناضر                   وجديد مثله تلفيه راحا

جنة صارت يبابا مثلما                    حالت الصحراء اخضرارا ووشاحا

 

يقول الشاعر ناصر خسرو (ترجمة: عارف الزغول)

دع لوم الفلك الدوار               وتحمل تبعات الجاري

واطرد اوهامات ولتنهض          لتعيش بأمن ويسار

الشجر المثمر محبوب            واليه بشوق تتدفق

والشجر الخالي من ثمر          بالنار تراه غدا يحرق

فاذا اثمرت بمعرفة              ستنال جميع الامال

وترى الاكوان مسخرة           وتنال بها المجد العا لي

+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در یکشنبه ۲ اسفند ۱۳۸۸و ساعت 21:43|