الصورة الرمزیة فی قصائد ادونیس
ادونیس هو شاعر حداثی یحاول ان یعطی صفة
خاصة لقصائده ، وقد جعل من صورة المرأة عنصرا مهما من عناصر القصیدة فی
الشکل والمضمون ، وقد تجاوز الشاعر لیعبر حدودها ویصل الى أوج الصورة
الرمزیة أو الإیحائیة .
ومن خلال الصورة الرمزیة للمرأة یجسد الشاعر
مفاهیما ورؤى جدیدة ینطلق منها بأخیلة واسعة عبر الواقع الذی یعیشه الى
الخیال متجاوزا التقلید لیمثل الرمز والایحاء ، ولأن الشعر عند ادونیس :-
(( الشعر هو الرحیل الدائم الى المجهول )) (1)
فهو یحاول ان یرحل الى
افق جدیدة مجازفا فی بث المعانی والالفاظ الرمزی....
ادونیس هو شاعر حداثی یحاول ان یعطی صفة خاصة
لقصائده ، وقد جعل من صورة المرأة عنصرا مهما من عناصر القصیدة فی الشکل
والمضمون ، وقد تجاوز الشاعر لیعبر حدودها ویصل الى أوج الصورة الرمزیة أو
الإیحائیة .
ومن خلال الصورة الرمزیة للمرأة یجسد الشاعر مفاهیما ورؤى
جدیدة ینطلق منها بأخیلة واسعة عبر الواقع الذی یعیشه الى الخیال متجاوزا
التقلید لیمثل الرمز والایحاء ، ولأن الشعر عند ادونیس :- (( الشعر هو
الرحیل الدائم الى المجهول )) (1)
فهو یحاول ان یرحل الى افق جدیدة
مجازفا فی بث المعانی والالفاظ الرمزیة التی یقتطف ثمارها من شجرة الحیاة
لیصل بها الى بحر الخیال او الى حلم القصیدة التی یکتبها :- (( انا مع
الحلم ، أرید ان تکون القصیدة حلما )) (2) هو یجعل من القصیدة حلما یسافر
الیه عبر الفاظها ومعانیها ..
فهو یحاول ان یعبر حدود التقلید الى الرمز
فی الشعر ، یقول :- (( ان التمرد على الاشکال والمناهج الشعریة القدیمة
ورفض المواقف والاسالیب التی استنفدت اغراضها یدعوان الشعر الى ( تجاوز
وتخط ) (3)
الشاعر یحاول ان یتمرد على الاشکال التقلیدیة وبذلک هو یصل
الى مرحلة الخلق او الابداع التولیدی ، فیکتب الاشیاء بطبیعة ابداعیة جدیدة
، وتنحى شکلا تصویریا رمزیا ، فهو یجعل من صورة المرأة رمزا لأشیاء اخرى
:-
أحلم ان فی یدی جمرة
آتیة على جناح طائر
من افق مغامر
أشم
فیها لهبا هیاکلیا
ربما لصور فیها سمة لأمرأة
یقال صار شعرها سفینة (
4)
الشاعر هنا یجعل من الجمرة صورة لأمرأة ویرمز لشعر المرأة بالسفینة (
شعرها سفینة ) وهذا الشکل هو شکل جدید بطبیعة الحال ، یتناوله الشاعر فی
الفاظ قصیرة لکن المعنى یظل قویا فی تلک الصورة ، الشاعر یبحث عن مضامین
جدیدة لصورة المرأة ، انه یجعل منها ذات تناقض ایحائی یصوره تصویرا ایحائیا
، مع انه فی قصائد اخرى یتحول الى وصف کامل للمرأة فهو یصف کل اعضائها
بدءا من الکاحل انتهاءا بالثدیین :-
الکاحل : عروة فی حافة
درجة سلم
نحو
عقدة نافرة فی ما یشبه الفراغ
کلمة تلمس لا تلفظ ( 5)
انه یصف
کاحل المرأة التی یختارها فی قصائده وهی امرأة مجهولة لا یذکر من هی ،
لکنه یرکز على وصفها فقط ، وهذا شکل بحد ذاته یعد حداثیا بالمرة ، الشاعر
یرمز للکاحل بانه ( عروة فی حافة ) انه رمز ووصف دقیق وفی غایة الغرابة .
الشاعر
یعطی تحولات للاشیاء ویستمر فی ذلک :-
الساق :- لذة انزلاق
یظن
ایکار انها هی کذلک معراجه
تأریخ غرق بلا نوافذ ( 6)
انه یصور الساق
وکأنها اشبه ما تکون صورة شفافة ذات لذة منزلقة بزاویة اللفظ والمعنى وهذا
الامر فیه من الغرابة بعض الشیء ، اما الرکبة فانه یجعل منها خادمة وبنفس
الوقت أمیرة :
خادمة امیرة
والجواب دائما : لا اتعب ( 7)
انه یجعل
منها صورة مساعدة للذة .
الشاعر یتأرجح فی المعنى واللفظ من خلال جسد
المرأة :-
الفخذ :-
الى المثلث بعد ثوان تصلین
ایتها الاصابع (8)
انه
یستمر فی تأرجحه واصفا جمیع اجزاء الجسد وکل عضو من اعضاء الجسد یعطی له
صفته الخاصة ، والشاعر یتصاعد فی وصفه للجسد :
السرة :
لا بُد من
وسیلة لزرع الحیاة
کمثل السرة (9)
انه یستمر فی الصعود بوصف الجسد
واعضاءه :-
الثدیان :
السقوط دائما من الثدیین الى ما تحت السرة
هذا
هو النص الذی اعطیناه عهدنا
لکی نتخذه دلیلا ولکی نغطی به اماکن
العبادة
، ونصنع منه وفقا لأموالنا شرابا أو خبزا
الى یقول :
سقوط نتمسک فیه
بقلادة او اکثر یمدها لنا عنق الشهوة
فاتحا لکل حرکة افقا وتکون
اخطاؤنا بین اجمل اعمالنا
لانها تتیح لنا تکرارا یتیح لنا ان نکرر الذوق
الضد
وذوق الغرابة ( 10)
الشاعر هنا یعطی لنا صورة أوسع وأکبر
للثدیین من باقی أجزاء الجسد ، باعتبار هذا العضو من الجسد یمثل الأنوثة ..
لکنه
فی قصیدة اخرى یختلف فی وصف هذین الثدیین ، اذ انه یجعل من لندن - (
ثدییان ضخمان ) :-
لندن - ثدیان ضخمان :
واحد یرصفه المال
وآخر فی
ید الله ( 11)
هنا الشاعر یتناقض فی طرحه لکن التناقض ایجابی لانه یشکل
صورة رمزیة ذات شعریة قویة ، اذ انه یجعل من الواحد اجزاءا فجعل ( لندن -
ثدییان ضخمان ) واحد یرضعه المال وآخر فی ید الله ، انها صورة رمزیة لاجزاء
امرأة یضعها فی وصف لمدینة .
الشاعر دائما یصنع من المرأة شکلا اساسیا
یزخرف قصائده فیها ، سواء اکانت هذه الصورة تقلیدیة او رمزیة :-
تلک
المرأة
لم تعد الا ذکرى
علقتها فی عنق الهواء
لا أمل من النظر
الیها ( 12)
هنا الشاعر یستعمل صورة المرأة على شاکلة رمزیة ، اذ انه
یضعها معلقة فی عنق الهواء وهذه الصورة هی صورة رمزیة بحد ذاتها ن وهذه
المرأة هی امرأة مجهولة فی واقع الحال فی نظر الشاعر ولا نعرف ما هو السر
من هذا الغموض فی اخفاء الشخصیةى الحقیقیة للمرأة عند ادونیس ن فنحن لا نجد
اسماءا او اوصافا معینة لمرأة ما ، تدل علیها ، نحن نجده یتکلم عن المرأة
بشکل ع8ام وهذا هو ألطاغ فی اکثر قصائده ، لکننا فی بعض الاحیان نجده یعبر
عن المرأة ویکشف من هی هذه المرأة ، فهو یصف امرأة لا یبوح عنها ایضا لکنه
یجمع بینها وبین امه فی احدى قصائده :-
هی وجه امی فی الظلام
وصوتها ،
یتزلقان مع الرؤى حتى انام
وهی النخیل اخاف منه اذا ادلهم مع الغروب (
13)
الشاعر یجعل من الصورة الرمزیة للمرأة شکلا وایقاعا ینسجم وحداثة
اللغة التی یکرسها فی قصائده على الرغم من اختفاء المضمون فی بعض الاحیان .
***************
(1)سامی مهدی ، المصدر
السابق ، ص 166
(2)المصدر نفسه ، ص 161
(3)غالی شکری ، المصدر
السابق ، ص 110
(4)د. احلام خلوم ، النقد المعاصر وحرکة الشعر الحر ، ص
138
(5)دیوان الشاعر ( أول الجسد آخر البحر ) ، ص 221
(6)المصدر نفسه
، ص 207
(7)المصدر نفسه ، ص 207
(10)دیوان الشاعر ( أول الجسد آخر
البحر ) ، ص 207
(11)المصدر نفسه ، ص 207
(12)المصدر نفسه ، ص 208
(13)دیوان
الشاعر (اهدأ ، هاملت تنشق جنون اوفیلیا) ، ص