ابزار وبمستر

مقارنة بین المدرسة الواقعیة والشكلانیة فی الأدب والفن

قد یبدو العنوان جد مترف , إذا ما القینا نظرة على حجم الموضوع والمساحة التی یمكن ان یاخدها . فهو ابعد من إن نحصره فی مقال صغیر , وحدیثنا عن الواقعیة و الشكلانیة سیقودنا ابعد من ذلك . محاولة رصد الجدل الثقافی والفكری الذی یحف هدا المجال , أی المجال الأدبی والفنی .و سنحاول متعمدین «طبعا» ان نستشرف افاقا اخرى فی مجالات شتى . لاعتبار ما یمیز المدرسة الواقعیة بالخصوص من تاثیر فیها وتاتر بها .
سنة 1924 كتب تروتسكی یقول « اذا ماتركنا جانبا الاصداء الضعیفة التی خلفتها انظمة ایدیولجیة سابقة على الثورة ...نجد ان النظریة الوحیدة التی اعترضت الماركسیة فی روسیا هی النظریة الشكلانیة فی الفن » هذه الفقرة المقتطفة من كتاب الادب والثورة تبین لنا بوضوح شیئین اساسین :
اولا . ان النظریة الشكلانیة اعترضت النظریة الماركسیة وبرز منظروها كخصوم جریئین للایدیولجیة الماركسیة .
تانیا . عندما یتحدت تروتسكی عن اعتراض طریق الماركسیة فانه یتكلم ضمنا عن اعتراض طریق المدرسة الواقعیة التی أترت فی العدید من انماط الكتابة والادب والتعبیر فی متقفی دول حركة التحرر فی العالم باسره .
بدایة سنحاول ان نعطی تعریفا موجزا عن كلا المدرستین , رافضین مسبقا الاحكام المنتجة حولهما ..
وسنبدا بالمدرسة الشكلانیة . فالشكلانیون هو الاسم الذی اطلقه خصوم الابویاز على هاته الجماعة , وتعنی كلمة )الابویاز ( جمعیة دراسة اللغة الشعریة ) وقد تأسست سنة 1914 وكانت تتركب من اعضاء اهمهم opoiaz)
شلوفسكی . بریك . بولیفانوف . تیتیانوف . ایخبناوم . جیرمونسكی . یاكوبسون . وقد توقفت اعمال هذه المدرسة فی النصف التانی من العشرینات .
وصف لونا شاركسی الشكلانیة الروسیة سنة 1930 بانها :تخریب اجرامی ذو طبیعة ایدیولوجیة .
وسنة 1930 ایضا كانت بدایة نهایة الشكلانیین , حین قام احد السوسیولجیین (ارفاتوف) بمحاولة لتطعیم المنهج الشكلی , بالتحلیل الاجتماعی الماركسی .
اما عن المدرسة الواقعیة فسنقول بمزید من الحزم انها المدرسة التی تبتدا من شیرنیشفسكی وتمتد الى حدود الان . هو المنهج الدی ینهل من الواقع وخصوصیته دون الخضوع للوهم والعزلة والتقوقع والذاتیة .و هده تعریفات الواقعیین انفسهم .
وسوف نعرض للواقعیة ومن ثم الواقعیة الاشتراكیة , انطلاقا من شیرنشیفسكی , مرورا بماركس وانجلز و بلیخانوف وصولا الى لینین . دون ان ننسى ان موضوعنا هدا هو مقاربة تستدعی فتح أفق للرؤیا من جهة . وتنشد نقاشا بین اصدقاء تشدنا الیهم وشائج الصلة الفكریة من جهة اخرى . متمسكین ما امكن بالموضوعیة التاریخیة دون مشایعة مدرسة على اخرى او منهجا على اخر ..دون ان نسقط فی التفاؤل او الثوریة ادا امكننا قول ذلك . ونحن نعرض لنظرة المدرستین فی الادب و الفن سوف لن نغفل موضوعا اخر شدید الصلة بهما , بل یؤثر فی سیرهما وقد یحدده وهو علم الجمال .
یقول یاكوبسون :ان موضوع علم الادب , لیس الادب , وانما الادبیة .
كان هذا اول مبدا استرشد به الشكلانیون متجاوزین الرمزیین الذین توقفوا عند حدود مفهوم اللغة الشعریة كصورة . لیحصروا (الشكلانیون) اهتمامهم فقط فی نطاق النص . ویحسب الشكلانیون للرمزیین تخلصهم من النیر الایدیولوجی الذی كان سائدا فی روسیا والذی یحث على العلاقة السببیة بین الادب والحیاة . والذی استحال فی نظرهم الى عقیدة جامدة . ولم یاكد الرمزیون فقط على العلاقة بین الادب والمیتافیزیقا , بل حاولوا ان یلموا باسرار اللغة الشعریة . نظرا لعلاقتهم بآراء فقیه اللغة بوتبنیا .
اما المبدا الثانی الدی استرشد به الشكلانیون فهو یتعلق بمفهوم الشكل . فقد رفضوا رفضا باتا بان لكل أثر ادبی تنائیة الشكل والمضمون . واكدوا على ان الخطاب الادبی یتمیز عن غیره ببروز شكله . یقول ایبخنباوم ان” ما یسمى بالمنهج الشكلی لم ینتج عن نضام منهجی خاص ولكن عن جهود لخلق علم مستقل ملموس “

+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در چهارشنبه ۱۱ فروردین ۱۳۸۹و ساعت 18:23|