قراءة
فی كتاب شعرالنقاد لعبدالله الفیفی
هل یمكن للناقد
أن یكون شاعراً؟
حین تشحذ النصوص الشعریة
الحَّیة قدرة الناقد على المضاهاة والموازنة والمفاضلة بین النصوص والشعراء
على حد سواء فانه سیمتلك -فی معظم الأحیان- القدرة على نظم الشعر ورصف
ألفاظه واستعراض أسالیبه، فهو أعرف بها من سواه.
ویأتی السؤال المهم هنا، وهو: ما القیمة الفنیة لمثل هذه النصوص الشعریة التی كتبها ویكتبها كبار النقاد؟
ولكی لا یأتی الحكم على ظاهرة كهذه سریعاً وغیر دقیق فان الدكتور عبدالله أحمد الفیفی(1) یتقصى هذه الظاهرة فی كتاب له أسماه «شعر النقاد، استقراء وصفى للنموذج» (2) حیث یستثمر الباحث الاستقراء وسیلة منهجیة تعینه على ان یسند حكمه النقدی ویرصنه بشأن مسألة خلافیة كهذه.
وظاهر الأمر ان الناقد قد یستطیع ان یضللنا بحیث ینسج لنا شعر غزل- على سبیل المثال- فنحسبه شاعراً عاشقاً حین یستعیر اسالیب الشعراء العشاق والفاظهم وصورهم، ونظنه حزینا حین یضع نفسه موضع الراثین والمفجوعین ویقلد طرائقهم فی القول، فهو قد خبرها جمیعاً، بید ان فرضیة كهذه یعوزها البرهان، وهذا ما ینهض به موضوع هذا الكتاب عبر اختیاره ثلاثة من كبار النقاد هم «ابن رشیق، أبو علی الحسن بن علی القیروانی 390 - 463ه = 1000- 1071م والقرطاجنی، أبو الحسن حازم 684ه = 1285م والعقاد عباس بن محمود 1306 - 1383 = 1889 - 1964م. ولئن كان الاخیر یمتاز على سابقیه بدراسات حول شعره فان تلك الدراسات- التی جاءت تراوح فی غالبها بین التحامل علیه والانحیاز له- جمیعها لم تربط ظواهر شعره بعموم الظواهر المندرجة فیها من شعر النقاد لان شعر النقاد تأسیساً لم تحدد معالم نموذجه فی دراسة نقدیة شاملة من قبل»(3).
وبذلك فان الباحث عبدالله الفیفی لا یقصر هذه الظاهرة على عصر دون سواه وانما یطلق الحكم علیها فی عصور متباینة، فضلاً عن انه لم یدخل فی نماذجه الثلاثة الشاعر الذی یقول آراء نقدیة متفرقة فی معاصریه او من سبقهم من الشعراء من غیر ان یصل الى درجة الناقد- وما اكثر الاشارات الى ذلك فی كتب التراث-(4) كما ان الباحث اخرج من دائرة اهتمامه الناقد الذی لم یصدر دیواناً شعریاً فی الاقل وانما اكتفى بقطع شعریة متفرقة ولا سیما الناقد الذی یعی ركة شعره وتهافته كالاصمعی الذی لم یدع شاعراً سبقه او عاصره الا وحكم علیه بالفحولة او الفصاحة وربما بالنأی عنهما والتجرد منهما(5) ولكنه یقول فی شعره:
«أبى الشعر الَّا ان یفیء ردیئه
علَّی ویأبى منه ما كان محكما
فیالیتنی إذ لم أجد حوك وشیه
ولم أك من فرسانه كنت مفحما»(6)
وبلیغة هی اجابة المفضل الضبی على من سأله: لم لا تقول الشعر وانت أعلم الناس به؟ فأجاب: علمی به هو الذی یمنعنی من قوله وأنشد:
«وقد یقرض الشعر البكی لسانه
وتعیی القوافی المرء وهو لبیب»(7)
ویعی الباحث ان الجانب المضمونی كثیراً ما یستأثر بالاهتمام وقد كان محور دراسات كثیرة وبؤرتها الرئیسة. ولذلك فانه یبدأ بالجانب الصوتی وهو یدرك ان مثل هذا الفصل بین المستوى الصوتی والمستوى الدلالی هو قدر الدراسات الاكادیمیة واسلوبها فی التحلیل والتجزئة لا بهدف التهشیم بل من اجل الفهم والتغلغل الى اعماق الظاهرة الفنیة. ویلجأ الفیفی الى الجانب الاحصائی كی یضیء ظاهرة صوتیة وجدها بارزة فی شعر النقاد وهی تعمد حشد الأصوات المتشابهة او التی تتقارب مخارج حروفها كالسین والشین على سبیل المثال وبما یدعوه بعضهم بظاهرة التجمعات الصوتیة ویدخلها فی باب الایقاع الداخلی تمییزاً لها عن (الوزن والقافیة) حیث تدرجهما بعض الدراسات فی اطار ما یدعى بالایقاع الخارجی.(8) ولعل هدف النقاد الشعراء من ذلك هو اضفاء ایقاع صاخب یعزز الصنعة الشعریة التی تطل بوجهها سافراً من خلال شعر النقاد.
وینتقل الباحث الفیفی الى مبحث آخر وهو بصدد التوغل فی المحور الشكلی لشعر النقاد، فیقف عند البدیع الذی هو من المحسنات اللفظیة. وهذه هی التسمیة الاصلیة لهذه الظاهرة- التی بدأت حمیدة فی الشعر العربی وانتهت ذمیمة بسبب شدة المبالغة بها- فیجد ان البدیع بكل انماطه ولا سیما الجناس یطغى على شعر ابن رشیق والقرطاجنی خاصة ویعزو الباحث مبالغة القرطاجنی فی هذا الشأن كقوله مثلاً:
منى النفس یدنی منكم والنوى تقصی
فكم ذا یطیع الدهر فیكم وكم یعصی
الى انه یسعى الى تطبیق نظریته فی «حسن التألیف بین الحروف والكلمات وتلاؤمه مع مراعاة حسن الوضع، وتقارب الالفاظ والمعانی وتطالبهما… على حین أن (ابن رشیق) فی احتفاله بتنغیم الأصوات والبدیع كان یخالف رأیه النظری الذی لا یرى ذلك الاحتفال المفرط باللفظ(9) وهنا یشیر الباحث الى انه سیعود الى هذه المسألة عبر بحث آخر یضاهی فیه بین رأی الناقد النظری وتطبیقه الشعری.
ولا ینطبق ما ذكر بشأن كثافة البدیع على العقاد الشاعر، ولكن هذا لا یعنی خلو شعره من البدیع ولا سیما الجناس الاشتقاقی منه. ویبرر الباحث هذا بتطور موقف الشعر العربی عامة من ظاهرة البدیع.
وعلى الرغم من ان التجمعات الصوتیة الناتجة عن تكرار حرف بعینه والتی سبق للباحث ان وقف عندها یمكن ان تندرج فی اطار تكرار الحرف او الحرفین اللذین یتقارب صوتاهما بید انه یفرد للتكرار مبحثاً، وهو یردفه ب(الحشو) لا بمعناه العروضی بل بمعناه اللغوی(10) اشارة الى ما لا غناء فیه من الالفاظ والعبارات.
كقول ابن رشیق:
نظرت لها الایام نظرة كاشح
ترنو بنظرة كاشح معیان
فالشطر الثانی كله مجرد حشو لاستكمال الوزن. ولا نرى ما رآه الفیفی بشأن البیت الذی ساقه دلالة على نمط من الحشو اسماه العقاد نفسه ب(الحشو المبارك) فی دراسته عن ابن الرومی. وجاء قول العقاد:
متى؟ إی وربك قل لی متى؟
وسلهم عن الیوم والموعد
فهنا لا یبدو قوله (ای وربك قل لی متى) مجرد حشو بل انه الحاف والحاح على جانب یلح على ذهن الشاعر فیعبر عنه مركزاً على ظرف الزمان (متى) ومضفیاً الحیویة علیه من خلال الاستفهام والقسم والأمر والتكرار وقد تضمنها جمیعاً صدر البیت. على ان الباحث الفیفی محق فیما سوى ذلك. ویعرج الدكتور عبدالله هنا على التكرار لا بمستواه الصوتی حسب وانما المستوى الدلالی منه ایضاً مع انه أفرد جزءاً لاحقاً للمستوى الدلالی منفرداً بید ان سیاق البحث یتطلب هنا ان یردف الدلالة بالصوت على صعید ظاهرة التكرار.
وینتبه القارئ الى ان الباحث یقدم لمبحثه (القافیة) بكلام تنظیری عن القافیة بوجه عام وهو ما لم یطرد لدیه فی المباحث السابقة (صنعة التنغیم والبدیع والتكرار والحشو) ویفسر الباحث هذا ضمناً بانه تصور (رؤیة) لطبیعة التقفیة ووظیفتها یطبقه على شعر النقاد. ومن طریف تحلیله لقول ابن رشیق:
وبماذا أصف الخصر
وما إن لك خصر
بك شغلی واشتغالی
ومضى زید وعمرو
«فان هذا الشطر الاخیر من الابیات «ومضى زید وعمرو لابرز مثال على اضطراب ابن رشیق الى استدعاء قوافیه عن ای طریق ومهما كلفه الأمر والا فمن زید وعمرو؟ وما علاقتهما بانشغال ابن رشیق»؟(11) والدكتور الفیفی بصدد قافیة الراء التی اضطرت ابن رشیق الى ان یرصف الشطر الثانی من البیت الثانی وعلى هذا النحو. ویتوقف الباحث عند قوافی القرطاجنی فیستنتج بعد بعض الاحصاء ان الفاظ قوافیه ربما تكون مهیأة نظم القصیدة ولذلك یتفق معظمها فی بنائها الصرفی كان تكون من المصدر المیمی مثلاً وقد تصل بعض قوافیه الى درجة من (لزوم ما لا یلزم). وربما یلجأ فی قوافیه الى الالفاظ المعجمیة الغریبة ذات الوقع الثقیل على الاذن والنفس على حدٍ سواء..
وثمة محور خامس اتفق علیه النقاد الشعراء ممن اختارهم الدكتور عبدالله الفیفی وهو طول القصیدة اذ لا تعوزهم الالفاظ والصیغ الجاهزة یحبرون بها الصفحات. وقد ادرج طول القصیدة فی اطار المستوى الشكلی نظراً لقصور بعده الدلالی. وابن رشیق لم یكن یطیل قصائده فی دیوانه ولكنه على الصعید النظری یرى ان (المطیل من الشعراء اهیب فی النفوس من الموجز) وهنا یعود الباحث الى هذه المضاهاة بین ما یقوله الناقد على صعید التنظیر وما ینظمه من شعر ینسجم مع هذا التنظیر او یتضاد معه.
ویدرس الباحث اللغة والاسلوب فی اطار مستوى الدلالة، وهو یعی ان بعض ملامح المادة اللغویة جاء ذكرها فی اطار المستوى الصوتی حیث یكون الجانب الدلالی فی هذه الحالة فی الظل. وقد عولجت بعض الظواهر اللغویة على المستویین الصوتی والدلالی على حد سواء. وجاء الآن الدور للمستوى الدلالی منفرداً كی یستأثر بالضوء. وهو یبدأ بالمحسنات المعنویة كالطباق والمقابلة وبروزها فی شعر النقاد الثلاثة یلیها الغریب الذی یبدو نسبیاً، ولكنه مما تتآزر فیه غرابة اللفظ مع غرابة التركیب والتعبیرات. ویفرد الباحث مبحثاً لما دعاه ب(التكلف الصناعی) تارة والانشائیة النثریة تارة اخرى، وهو یورد لهما نماذج من شعر النقاد الثلاثة. و یمضی فی رصد هذه السمات السقیمة فی شعرهم فیشفعها بما دعاه ب(النزوع الى التحذلق البیانی والذهنی) المفضی الى عتمة الغموض. وهو لیس الغموض الفنی الدال بل انه غموض- ینطوی على تعقید ولبس. وكل هذا ینتهی بشعر النقاد الثلاثة الى الخطابیة فالنثریة التی لا یبقى لهم فیها سوى النظم. ویتقصى انعكاس المهنة العلمیة لاولئك النقاد الثلاثة على شعرهم وقد ظهر بأشكال شتى یقف عندها الدكتور الفیفی ویعطیها مسمیات منها الاحالات الثقافیة والنظم الثقافی مما یبعد نظمهم عن روح الشعر وجوهره وسحره.
ویأتی مبحث الصورة تالیاً لمبحث اللغة والاسلوب، فیقف عندها الباحث، وهو لا یسمیها الصورة الشعریة او الصورة الفنیة كما قد یسمیها بعضهم(12) ولكنه یتوصل الى افتقار شعرهم للصورة الاستعاریة القائمة على التخییل، فی مقابل كثرة نماذج التشبیه والمحاكاة (الفوتوغرافیة) كما اسماها الدكتور عبدالله وهو یقصد التقلید الحرفی الخالی من الاضافة والَّا فان المصور (الفوتوغرافی) قد یبدع فی انتقاء الزاویة الأكثر دلالة. او لیس الاخراج فی مجالی السینما والتلفزة هو شیء من هذا؟. ومما یذكر ایضاً ان الاستعارة مما یمكن للناقد المتمرس ان یخضعه للصنعة والافتعال. مثلها فی ذلك مثل التشبیه. وهذا لا یقلل بأی حال من الأحوال من شأن الاستنتاج الذی توصل الیه الباحث فی هذا الشان.
ویفرد الكتاب لمصطلح التناص مبحثاً خاصاً وهو یطلق علیه اسم تداخل النصوص (الاخذ) بید انه لا یرفض تسمیته ب(التناص) ویخلص الى ان شعر النقاد اتكا بشكل سلبی على النصوص الشعریة التی اطلع علیها اولئك النقاد وان استثمارهم لتلك النصوص كان مظهر ضعف فی شعرهم لا مظهر قوة، وهو یختم دراسته بما دعاه ب(بنیة النموذج) حیث یتوصل الى ان هذه البنیة التی نتجت عن استقراء وصفی تشیر الى تعارضها مع طبیعة الشعر فی مقوماته التاسیسیة او فی اهون الحالات الى ضعف تلك المقومات.
واذا كانت دراسات اخرى قد حامت حول هذا الموضوع وتوصلت الى ان النقد «حرفة منفصلة عن الشعر لها اصحابها من ذوی العلم والدرایة. وانهم یرون -كما یشیر خلف الأحمر- ان النقد حرفة وحذق كالصیرفة، وان تقویم الشعر وقف على صیارفته لاعلى قائلیه»(13) فان دراسة الدكتور عبدالله بن أحمد الفیفی الموسومة (شعر النقاد) قد انصرفت الى هذا الموضوع وتوغلت فی دقائقه وتفاصیله وفقاً لمنهج وصفی وان انطوى على معیاریة ضمنیة تتجلى منذ الصفحات الاولى للدراسة «وما اسهل الشعر حین ینقلب رصفاً صوتیاً كهذا»(14)ومثله «فای تعمل بعد هذا؟ وای قسر للالفاظ على مواضعها من اجل الجناس؟(15) ویاتی الاستقراء للنماذج المتقصاة مقنعاً وفی اطار منهج دقیق ومحكم یتوخى النص الشعری اولاً ویرتكز الیه وینطلق منه ویستنتج من وحیه وهو ما یحمد لهذا البحث. واذا كان لا بد من سطور اخیرة دالة فان اسس الالهام الشعری وحالاته وامزجته هی غیر الجهد النقدی الدؤوب القائم على استیعاب النصوص والتعمق فیها والتوصل الى آراء بشأنهامع انهما (النقد والشعر) یلتقیان فی آخر الامر تحت مظلة واحدة بید ان معینیهما فی الذهن البشری والموهبة الانسانیة متباینان او كما قال مسلم بن الولید فی سیاق آخر غیر هذا السیاق»:
«حنین ویأس كیف یتفقان
مقیلاهما فی القلب مختلفان»(16)
ولا بد اذن من ان یطغى أحدهما فیلغی الآخر او یضعفه. بید أن المجال ما یزال مفتوحاً للدرس والاضافة فی هذا الشان فقد تفاجئنا الدراسات القابلة بما یتناقض مع هذا الاستنتاج. وربما یولد الشاعر الناقد الذی یجلی فی المجالین فلا تنطبق علیه مثل هذه الأحكام، لا سیما ان كثیرین- ومنهم الدكتور الفیفی- یحاولون الاخذ باطراف الشعر والدراسات النقدیة على حد سواء، ولهم فی المجالین نتاج حاضر. ولكن ما توصل الیه البحث بصورته هذه صحیح ومؤكد عبر هذا الاستقراء المنهجی الذی یقترب من روح الدراسة التطبیقیة ذات الطابع المنهجی.
[1]
حواشی
[1]
(1) كاتب هذا البحث استاذ فی جامعة الملك سعود، كلیة الاداب، قسم اللغة العربیة، له اصدارات غزیرة منها؛ مجموعة شعریة عنوانها: اذا ما اللیل اغرقنی»، مطابع الشریف، الریاض 1411ه 1990م. ودراسة نقدیة عنوانها: «الصورة البصریة فی شعر العمیان» النادی الادبی بالریاض 1417ه 1997م شعر بن مقبل، جزءان 1999 مفاتیح القصیدة الجاهلیة 2001م حداثة النص الشعری فی المملكة العربیة السعودیة 2005م وله اصدارات اخرى.
(2) الدكتور عبدالله بن احمد الفیفی، شعر النقاد، استقراء وصفی للنموذج، مركز البحوث بجامعة الملك سعود، الریاض 1419ه 1998م.
(3) نفسه، ص2.
(4) د. عبدالجبار المطلبی، دراسات فی الادب الاسلامی والأموی الشعراء نقاداً دار الشؤون الثقافیة العامة بغداد 1986م.
(5) ینظر: الامام الادیب الراویة الناقد ابو سعید الاصمعی، فحولة الشعراء تحقیق: د. محمد عبدالمنعم خفاجی وطه محمد الزینی، المطبعة المنیریة بالازهر، القاهرة 1953، ص 19 وما بعدها.
(6) ابن رشیق القیروانی، العمدة فی محاسن الشعر وادابه ونقده، تحقیق: محمد محیى الدین عبدالحمید، دار الجیل بیروت 1981م.
(7) نسه، ج1 ص117.
(8) ینظر: د. عبدالرحمن یاغی، مقدمة فی دراسة الأدب الحدیث، المطبعة الاردنیة، عمان 1975، ص94.
(9) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص13.
(10) الفیروز آبادی، القاموس المحیط، عالم الكتب، بیروت، بدون تاریخ، مادة (ح ش و).
(11) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص26
(12) ینظر على سبیل المثال: د. عبدالإله الصائغ، الصورة الفنیة معیاراً نقدیاً، دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد 1987، وینظر كذلك: د. مدحت سعد محمد الجیار، الصورة الشعریة عند أبی القاسم الشابی، الدار العربیة للكتاب، طرابلس 1984.
(13) د. عبدالجبار المطلبی، دراسات فی الأدب الإسلامی والأموی، الشعراء نقاداً، ص6.
(14) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص7.
(15) نفسه، ص10.
(16) أبو تمام حبیب بن أوس الطائی، دیوان الحماسة، تحقیق د. عبدالمنعم أحمد صالح، الدار الوطنیة، بغداد 1980، ص268.
ویأتی السؤال المهم هنا، وهو: ما القیمة الفنیة لمثل هذه النصوص الشعریة التی كتبها ویكتبها كبار النقاد؟
ولكی لا یأتی الحكم على ظاهرة كهذه سریعاً وغیر دقیق فان الدكتور عبدالله أحمد الفیفی(1) یتقصى هذه الظاهرة فی كتاب له أسماه «شعر النقاد، استقراء وصفى للنموذج» (2) حیث یستثمر الباحث الاستقراء وسیلة منهجیة تعینه على ان یسند حكمه النقدی ویرصنه بشأن مسألة خلافیة كهذه.
وظاهر الأمر ان الناقد قد یستطیع ان یضللنا بحیث ینسج لنا شعر غزل- على سبیل المثال- فنحسبه شاعراً عاشقاً حین یستعیر اسالیب الشعراء العشاق والفاظهم وصورهم، ونظنه حزینا حین یضع نفسه موضع الراثین والمفجوعین ویقلد طرائقهم فی القول، فهو قد خبرها جمیعاً، بید ان فرضیة كهذه یعوزها البرهان، وهذا ما ینهض به موضوع هذا الكتاب عبر اختیاره ثلاثة من كبار النقاد هم «ابن رشیق، أبو علی الحسن بن علی القیروانی 390 - 463ه = 1000- 1071م والقرطاجنی، أبو الحسن حازم 684ه = 1285م والعقاد عباس بن محمود 1306 - 1383 = 1889 - 1964م. ولئن كان الاخیر یمتاز على سابقیه بدراسات حول شعره فان تلك الدراسات- التی جاءت تراوح فی غالبها بین التحامل علیه والانحیاز له- جمیعها لم تربط ظواهر شعره بعموم الظواهر المندرجة فیها من شعر النقاد لان شعر النقاد تأسیساً لم تحدد معالم نموذجه فی دراسة نقدیة شاملة من قبل»(3).
وبذلك فان الباحث عبدالله الفیفی لا یقصر هذه الظاهرة على عصر دون سواه وانما یطلق الحكم علیها فی عصور متباینة، فضلاً عن انه لم یدخل فی نماذجه الثلاثة الشاعر الذی یقول آراء نقدیة متفرقة فی معاصریه او من سبقهم من الشعراء من غیر ان یصل الى درجة الناقد- وما اكثر الاشارات الى ذلك فی كتب التراث-(4) كما ان الباحث اخرج من دائرة اهتمامه الناقد الذی لم یصدر دیواناً شعریاً فی الاقل وانما اكتفى بقطع شعریة متفرقة ولا سیما الناقد الذی یعی ركة شعره وتهافته كالاصمعی الذی لم یدع شاعراً سبقه او عاصره الا وحكم علیه بالفحولة او الفصاحة وربما بالنأی عنهما والتجرد منهما(5) ولكنه یقول فی شعره:
«أبى الشعر الَّا ان یفیء ردیئه
علَّی ویأبى منه ما كان محكما
فیالیتنی إذ لم أجد حوك وشیه
ولم أك من فرسانه كنت مفحما»(6)
وبلیغة هی اجابة المفضل الضبی على من سأله: لم لا تقول الشعر وانت أعلم الناس به؟ فأجاب: علمی به هو الذی یمنعنی من قوله وأنشد:
«وقد یقرض الشعر البكی لسانه
وتعیی القوافی المرء وهو لبیب»(7)
ویعی الباحث ان الجانب المضمونی كثیراً ما یستأثر بالاهتمام وقد كان محور دراسات كثیرة وبؤرتها الرئیسة. ولذلك فانه یبدأ بالجانب الصوتی وهو یدرك ان مثل هذا الفصل بین المستوى الصوتی والمستوى الدلالی هو قدر الدراسات الاكادیمیة واسلوبها فی التحلیل والتجزئة لا بهدف التهشیم بل من اجل الفهم والتغلغل الى اعماق الظاهرة الفنیة. ویلجأ الفیفی الى الجانب الاحصائی كی یضیء ظاهرة صوتیة وجدها بارزة فی شعر النقاد وهی تعمد حشد الأصوات المتشابهة او التی تتقارب مخارج حروفها كالسین والشین على سبیل المثال وبما یدعوه بعضهم بظاهرة التجمعات الصوتیة ویدخلها فی باب الایقاع الداخلی تمییزاً لها عن (الوزن والقافیة) حیث تدرجهما بعض الدراسات فی اطار ما یدعى بالایقاع الخارجی.(8) ولعل هدف النقاد الشعراء من ذلك هو اضفاء ایقاع صاخب یعزز الصنعة الشعریة التی تطل بوجهها سافراً من خلال شعر النقاد.
وینتقل الباحث الفیفی الى مبحث آخر وهو بصدد التوغل فی المحور الشكلی لشعر النقاد، فیقف عند البدیع الذی هو من المحسنات اللفظیة. وهذه هی التسمیة الاصلیة لهذه الظاهرة- التی بدأت حمیدة فی الشعر العربی وانتهت ذمیمة بسبب شدة المبالغة بها- فیجد ان البدیع بكل انماطه ولا سیما الجناس یطغى على شعر ابن رشیق والقرطاجنی خاصة ویعزو الباحث مبالغة القرطاجنی فی هذا الشأن كقوله مثلاً:
منى النفس یدنی منكم والنوى تقصی
فكم ذا یطیع الدهر فیكم وكم یعصی
الى انه یسعى الى تطبیق نظریته فی «حسن التألیف بین الحروف والكلمات وتلاؤمه مع مراعاة حسن الوضع، وتقارب الالفاظ والمعانی وتطالبهما… على حین أن (ابن رشیق) فی احتفاله بتنغیم الأصوات والبدیع كان یخالف رأیه النظری الذی لا یرى ذلك الاحتفال المفرط باللفظ(9) وهنا یشیر الباحث الى انه سیعود الى هذه المسألة عبر بحث آخر یضاهی فیه بین رأی الناقد النظری وتطبیقه الشعری.
ولا ینطبق ما ذكر بشأن كثافة البدیع على العقاد الشاعر، ولكن هذا لا یعنی خلو شعره من البدیع ولا سیما الجناس الاشتقاقی منه. ویبرر الباحث هذا بتطور موقف الشعر العربی عامة من ظاهرة البدیع.
وعلى الرغم من ان التجمعات الصوتیة الناتجة عن تكرار حرف بعینه والتی سبق للباحث ان وقف عندها یمكن ان تندرج فی اطار تكرار الحرف او الحرفین اللذین یتقارب صوتاهما بید انه یفرد للتكرار مبحثاً، وهو یردفه ب(الحشو) لا بمعناه العروضی بل بمعناه اللغوی(10) اشارة الى ما لا غناء فیه من الالفاظ والعبارات.
كقول ابن رشیق:
نظرت لها الایام نظرة كاشح
ترنو بنظرة كاشح معیان
فالشطر الثانی كله مجرد حشو لاستكمال الوزن. ولا نرى ما رآه الفیفی بشأن البیت الذی ساقه دلالة على نمط من الحشو اسماه العقاد نفسه ب(الحشو المبارك) فی دراسته عن ابن الرومی. وجاء قول العقاد:
متى؟ إی وربك قل لی متى؟
وسلهم عن الیوم والموعد
فهنا لا یبدو قوله (ای وربك قل لی متى) مجرد حشو بل انه الحاف والحاح على جانب یلح على ذهن الشاعر فیعبر عنه مركزاً على ظرف الزمان (متى) ومضفیاً الحیویة علیه من خلال الاستفهام والقسم والأمر والتكرار وقد تضمنها جمیعاً صدر البیت. على ان الباحث الفیفی محق فیما سوى ذلك. ویعرج الدكتور عبدالله هنا على التكرار لا بمستواه الصوتی حسب وانما المستوى الدلالی منه ایضاً مع انه أفرد جزءاً لاحقاً للمستوى الدلالی منفرداً بید ان سیاق البحث یتطلب هنا ان یردف الدلالة بالصوت على صعید ظاهرة التكرار.
وینتبه القارئ الى ان الباحث یقدم لمبحثه (القافیة) بكلام تنظیری عن القافیة بوجه عام وهو ما لم یطرد لدیه فی المباحث السابقة (صنعة التنغیم والبدیع والتكرار والحشو) ویفسر الباحث هذا ضمناً بانه تصور (رؤیة) لطبیعة التقفیة ووظیفتها یطبقه على شعر النقاد. ومن طریف تحلیله لقول ابن رشیق:
وبماذا أصف الخصر
وما إن لك خصر
بك شغلی واشتغالی
ومضى زید وعمرو
«فان هذا الشطر الاخیر من الابیات «ومضى زید وعمرو لابرز مثال على اضطراب ابن رشیق الى استدعاء قوافیه عن ای طریق ومهما كلفه الأمر والا فمن زید وعمرو؟ وما علاقتهما بانشغال ابن رشیق»؟(11) والدكتور الفیفی بصدد قافیة الراء التی اضطرت ابن رشیق الى ان یرصف الشطر الثانی من البیت الثانی وعلى هذا النحو. ویتوقف الباحث عند قوافی القرطاجنی فیستنتج بعد بعض الاحصاء ان الفاظ قوافیه ربما تكون مهیأة نظم القصیدة ولذلك یتفق معظمها فی بنائها الصرفی كان تكون من المصدر المیمی مثلاً وقد تصل بعض قوافیه الى درجة من (لزوم ما لا یلزم). وربما یلجأ فی قوافیه الى الالفاظ المعجمیة الغریبة ذات الوقع الثقیل على الاذن والنفس على حدٍ سواء..
وثمة محور خامس اتفق علیه النقاد الشعراء ممن اختارهم الدكتور عبدالله الفیفی وهو طول القصیدة اذ لا تعوزهم الالفاظ والصیغ الجاهزة یحبرون بها الصفحات. وقد ادرج طول القصیدة فی اطار المستوى الشكلی نظراً لقصور بعده الدلالی. وابن رشیق لم یكن یطیل قصائده فی دیوانه ولكنه على الصعید النظری یرى ان (المطیل من الشعراء اهیب فی النفوس من الموجز) وهنا یعود الباحث الى هذه المضاهاة بین ما یقوله الناقد على صعید التنظیر وما ینظمه من شعر ینسجم مع هذا التنظیر او یتضاد معه.
ویدرس الباحث اللغة والاسلوب فی اطار مستوى الدلالة، وهو یعی ان بعض ملامح المادة اللغویة جاء ذكرها فی اطار المستوى الصوتی حیث یكون الجانب الدلالی فی هذه الحالة فی الظل. وقد عولجت بعض الظواهر اللغویة على المستویین الصوتی والدلالی على حد سواء. وجاء الآن الدور للمستوى الدلالی منفرداً كی یستأثر بالضوء. وهو یبدأ بالمحسنات المعنویة كالطباق والمقابلة وبروزها فی شعر النقاد الثلاثة یلیها الغریب الذی یبدو نسبیاً، ولكنه مما تتآزر فیه غرابة اللفظ مع غرابة التركیب والتعبیرات. ویفرد الباحث مبحثاً لما دعاه ب(التكلف الصناعی) تارة والانشائیة النثریة تارة اخرى، وهو یورد لهما نماذج من شعر النقاد الثلاثة. و یمضی فی رصد هذه السمات السقیمة فی شعرهم فیشفعها بما دعاه ب(النزوع الى التحذلق البیانی والذهنی) المفضی الى عتمة الغموض. وهو لیس الغموض الفنی الدال بل انه غموض- ینطوی على تعقید ولبس. وكل هذا ینتهی بشعر النقاد الثلاثة الى الخطابیة فالنثریة التی لا یبقى لهم فیها سوى النظم. ویتقصى انعكاس المهنة العلمیة لاولئك النقاد الثلاثة على شعرهم وقد ظهر بأشكال شتى یقف عندها الدكتور الفیفی ویعطیها مسمیات منها الاحالات الثقافیة والنظم الثقافی مما یبعد نظمهم عن روح الشعر وجوهره وسحره.
ویأتی مبحث الصورة تالیاً لمبحث اللغة والاسلوب، فیقف عندها الباحث، وهو لا یسمیها الصورة الشعریة او الصورة الفنیة كما قد یسمیها بعضهم(12) ولكنه یتوصل الى افتقار شعرهم للصورة الاستعاریة القائمة على التخییل، فی مقابل كثرة نماذج التشبیه والمحاكاة (الفوتوغرافیة) كما اسماها الدكتور عبدالله وهو یقصد التقلید الحرفی الخالی من الاضافة والَّا فان المصور (الفوتوغرافی) قد یبدع فی انتقاء الزاویة الأكثر دلالة. او لیس الاخراج فی مجالی السینما والتلفزة هو شیء من هذا؟. ومما یذكر ایضاً ان الاستعارة مما یمكن للناقد المتمرس ان یخضعه للصنعة والافتعال. مثلها فی ذلك مثل التشبیه. وهذا لا یقلل بأی حال من الأحوال من شأن الاستنتاج الذی توصل الیه الباحث فی هذا الشان.
ویفرد الكتاب لمصطلح التناص مبحثاً خاصاً وهو یطلق علیه اسم تداخل النصوص (الاخذ) بید انه لا یرفض تسمیته ب(التناص) ویخلص الى ان شعر النقاد اتكا بشكل سلبی على النصوص الشعریة التی اطلع علیها اولئك النقاد وان استثمارهم لتلك النصوص كان مظهر ضعف فی شعرهم لا مظهر قوة، وهو یختم دراسته بما دعاه ب(بنیة النموذج) حیث یتوصل الى ان هذه البنیة التی نتجت عن استقراء وصفی تشیر الى تعارضها مع طبیعة الشعر فی مقوماته التاسیسیة او فی اهون الحالات الى ضعف تلك المقومات.
واذا كانت دراسات اخرى قد حامت حول هذا الموضوع وتوصلت الى ان النقد «حرفة منفصلة عن الشعر لها اصحابها من ذوی العلم والدرایة. وانهم یرون -كما یشیر خلف الأحمر- ان النقد حرفة وحذق كالصیرفة، وان تقویم الشعر وقف على صیارفته لاعلى قائلیه»(13) فان دراسة الدكتور عبدالله بن أحمد الفیفی الموسومة (شعر النقاد) قد انصرفت الى هذا الموضوع وتوغلت فی دقائقه وتفاصیله وفقاً لمنهج وصفی وان انطوى على معیاریة ضمنیة تتجلى منذ الصفحات الاولى للدراسة «وما اسهل الشعر حین ینقلب رصفاً صوتیاً كهذا»(14)ومثله «فای تعمل بعد هذا؟ وای قسر للالفاظ على مواضعها من اجل الجناس؟(15) ویاتی الاستقراء للنماذج المتقصاة مقنعاً وفی اطار منهج دقیق ومحكم یتوخى النص الشعری اولاً ویرتكز الیه وینطلق منه ویستنتج من وحیه وهو ما یحمد لهذا البحث. واذا كان لا بد من سطور اخیرة دالة فان اسس الالهام الشعری وحالاته وامزجته هی غیر الجهد النقدی الدؤوب القائم على استیعاب النصوص والتعمق فیها والتوصل الى آراء بشأنهامع انهما (النقد والشعر) یلتقیان فی آخر الامر تحت مظلة واحدة بید ان معینیهما فی الذهن البشری والموهبة الانسانیة متباینان او كما قال مسلم بن الولید فی سیاق آخر غیر هذا السیاق»:
«حنین ویأس كیف یتفقان
مقیلاهما فی القلب مختلفان»(16)
ولا بد اذن من ان یطغى أحدهما فیلغی الآخر او یضعفه. بید أن المجال ما یزال مفتوحاً للدرس والاضافة فی هذا الشان فقد تفاجئنا الدراسات القابلة بما یتناقض مع هذا الاستنتاج. وربما یولد الشاعر الناقد الذی یجلی فی المجالین فلا تنطبق علیه مثل هذه الأحكام، لا سیما ان كثیرین- ومنهم الدكتور الفیفی- یحاولون الاخذ باطراف الشعر والدراسات النقدیة على حد سواء، ولهم فی المجالین نتاج حاضر. ولكن ما توصل الیه البحث بصورته هذه صحیح ومؤكد عبر هذا الاستقراء المنهجی الذی یقترب من روح الدراسة التطبیقیة ذات الطابع المنهجی.
[1]
حواشی
[1]
(1) كاتب هذا البحث استاذ فی جامعة الملك سعود، كلیة الاداب، قسم اللغة العربیة، له اصدارات غزیرة منها؛ مجموعة شعریة عنوانها: اذا ما اللیل اغرقنی»، مطابع الشریف، الریاض 1411ه 1990م. ودراسة نقدیة عنوانها: «الصورة البصریة فی شعر العمیان» النادی الادبی بالریاض 1417ه 1997م شعر بن مقبل، جزءان 1999 مفاتیح القصیدة الجاهلیة 2001م حداثة النص الشعری فی المملكة العربیة السعودیة 2005م وله اصدارات اخرى.
(2) الدكتور عبدالله بن احمد الفیفی، شعر النقاد، استقراء وصفی للنموذج، مركز البحوث بجامعة الملك سعود، الریاض 1419ه 1998م.
(3) نفسه، ص2.
(4) د. عبدالجبار المطلبی، دراسات فی الادب الاسلامی والأموی الشعراء نقاداً دار الشؤون الثقافیة العامة بغداد 1986م.
(5) ینظر: الامام الادیب الراویة الناقد ابو سعید الاصمعی، فحولة الشعراء تحقیق: د. محمد عبدالمنعم خفاجی وطه محمد الزینی، المطبعة المنیریة بالازهر، القاهرة 1953، ص 19 وما بعدها.
(6) ابن رشیق القیروانی، العمدة فی محاسن الشعر وادابه ونقده، تحقیق: محمد محیى الدین عبدالحمید، دار الجیل بیروت 1981م.
(7) نسه، ج1 ص117.
(8) ینظر: د. عبدالرحمن یاغی، مقدمة فی دراسة الأدب الحدیث، المطبعة الاردنیة، عمان 1975، ص94.
(9) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص13.
(10) الفیروز آبادی، القاموس المحیط، عالم الكتب، بیروت، بدون تاریخ، مادة (ح ش و).
(11) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص26
(12) ینظر على سبیل المثال: د. عبدالإله الصائغ، الصورة الفنیة معیاراً نقدیاً، دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد 1987، وینظر كذلك: د. مدحت سعد محمد الجیار، الصورة الشعریة عند أبی القاسم الشابی، الدار العربیة للكتاب، طرابلس 1984.
(13) د. عبدالجبار المطلبی، دراسات فی الأدب الإسلامی والأموی، الشعراء نقاداً، ص6.
(14) د. عبدالله الفیفی، شعر النقاد، ص7.
(15) نفسه، ص10.
(16) أبو تمام حبیب بن أوس الطائی، دیوان الحماسة، تحقیق د. عبدالمنعم أحمد صالح، الدار الوطنیة، بغداد 1980، ص268.
+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در چهارشنبه ۱۱ فروردین ۱۳۸۹و ساعت 19:2|