ابزار وبمستر

الشعر التعلیمی
تعریفه:
هو هذا اللون من الشعر الذی یهدف به الشعراء إلى تعلیم الناس شئون دنیاهم وأخراهم، وتزویدهم بالحقائق والمعلومات المتعلقة بحیاة الفرد والجماعة، وأسرار الطبیعة وما وراء الطبیعة..
1-فهو یعالج الأخلاق والعقیدة والعبادة، ویتناول الخیر والشر، والفضیلة والرذیلة ، وما ینبغی الإنسان أن یكون علیه، وما یجب أن یتحاشاه ویتباعد عنه … یسلك الشاعر فی ذلك أسالیب الترهیب والترغیب والنصح والعظة..
2-ویتناول التاریخ والسیر: فیقرر ویبین الأنساب والأصول والفروع، وتسلسل الحوادث وترتیبها، ویبحث العلل والأسباب، ویربط النتائج بمقدماتها…
3-ویعرض للعلوم والفنون والصناعات، فیقرر الحقائق المتعلقة بشأنها، ویضع لها القواعد ویستنبط لها القوانین.
یقوم الشاعر بكل أولئك لیقدمها لقمة سائغة لمن یرید تعلیمه، فتعیها ذاكرته، وتسجلها حافظته، فیسهل علیه استدعاؤها واستحضارها فی الوقت المناسب.
وبهذا ترى أن المیادین التی یعمل فیها هذا اللون من الأدب، أو الشعر الذی نسمیه (تعلیمیا) ثلاثة میادین:
(1) أصول الأخلاق والعقائد.
(2) السیر والتاریخ.
(3) الحقائق والمعارف المتعلقة بالعلوم والفنون والصناعات.
عند الیونان:
عرفت الیونان هذا اللون من الأدب عند جماعة من شعرائها القدامى، ومن أشهرهم (هزیود ) فی القرن الثامن قبل المیلاد، وكان من أهم الأعمال المنسوبة إلیه قصیدتان: أولاهما التی تتناول موضوعی الأخلاق والعقائد، والمعارف والحقائق المتعلقة بالفنون والصناعات. فهی تتحدث عن الجانب الخلقی وتوجه مجموعة نصائح وعظات بصدد العدالة، والظلم والقناعة والجشع، وعناصر كلٍّ منها، وأصوله ونتائجه بضرب الأمثال والحقائق التاریخیة والسماویة والأرضیة… كما تعرض أعمال الحقل وما یتصل بها، فیبین فصول السنة وما یلائمها من ضروب الزراعة، وما تحتاج إلیه من أداة وفن...
والقصیدة الثانیة هی: (التیوجونیا).. أو أنساب الآلهة، وتعرض للآلهة، فتبین نشأتهم وأنسابهم وأصولهم وشعبهم، وتترجم لكل منهم، فتفصل وظائفه وأعماله وتاریخ حیاته 1.
وعند الهنود:
وعرف الهنود أیضا هذا الضرب من الشعر، فراحوا ینظمون به جملة من المعارف والعلوم التطبیقیة ، مما دفع (البیرونی ) إلى الشكوى من أنهم كانوا یعمدون إلى نظم قواعد الریاضیات والفلك، لأن ذلك یخرجهم أحیاناً عن ضبط القواعد وما یستلزمه من دقة فی التعبیر لا تتسنى فی النظم2 .
لدى العرب:
أما بالنسبة للأدب العربی؛ فیذهب الذاهبون إلى أن العرب لم یعرفوا هذا اللوّن من الأدب إلاّ فی وقت متأخر نتیجة اتصالهم بالفكر الوافدِ فهناك من یرى أن هذا التأثیر ناشئ عن الثقافة الهندیة التی اتصل بها العرب فی العصر العباسی، ومن هؤلاء الأستاذ أحمد أمین 3 وشكری فیصل4، ویرى آخرون أن ذلك من مكتسبات الثقافة الیونانیة5 .
على أن الدكتور طه حسین یرى أن أبان بن عبد الحمید اللاحقی هو مبتكر هذا الفن فی الأدب العربی، إذ یقول: "... یظهر أن أبان هو أول من عنی بهذا الفن6 ...". ویقول عنه فی موضع آخر"... فهو إمام طائفة عظیمة من الناظمین، نعنی أنه ابتكر فی الأدب العربی فنّاً لم یتعاطه أحد من قبله، وهو فن الشعر التعلیمی"7 .
ویذهب شوقی ضیف إلى رأیین متناقضین كلّ التناقض، متعارضین التعارض كلّه، ولا ندری على أیهما استقر رأیه النهائی بإزاء المسألة !.. ففی كتابه: العصر العباسی الأول، یرى أنه " فن استحدثه الشعراء العباسیون، ولم تكن له أصول قدیمة، ونقصد فن الشعر التعلیمی الذی دفع إلیه رقى الحیاة العقلیة فی العصر، فإذا نفر من الشعراء ینظمون بعض المعارف أو بعض السیر والأخبار"8 … بینما یذهب الدكتور شوقی ضیف فی كتابه الآخر ( التطور والتجدید فی الشعر الأموی) مذهباً آخر یوشك- فی رأینا- أن یكون صائباً، ولكنه لم یسر فیه إلى آخر الشوط، كما سنرى بعد…
فهو یذهب ههنا إلى أن الشعر التعلیمی ذو نشأة عربیة خالصة فی آخر القرن الأول الهجری وأول الثانی، أو قل فی أواخر دولة الأمویین.. إذ أن أراجیز الرُّجاز و بخاصة رؤبة والعجاج قد كانت متوناً لغویة، وبالتالی فهو النواة والبذرة التی انبنى علیها الشعر التعلیمی فی جانب الكلام المنظوم، وتطور فی جانب النثر فكانت المقامات... ویقول الكاتب : "ونحن نؤمن بأن هؤلاء الرّجاز-وفی مقدمتهم رؤبة- هم الذین أعدوا شعراء العصر العباسی لا للشعر التعلیمی فحسب، بل لاقتباسهم للغریب فی أشعارهم، فالغریب أصبح جزءا هاما فی مادة الشعر عند الشعراء الممتازین من أمثال بشار وأبی نواس وأبی تمام..." 9
ویقول عن رؤبة وعن أبیه العجاج: "والإنسان لا یلم بدیوانیهما حتى یقطع بأنهما كانا یؤلفان أراجیزهما قبل كل شیء من أجل الرواة، ومن اجل أن یمداهم بكل غریب، وكل أسلوب شاذ، ومن هنا كنا نسمی هذه الأراجیز متونا لغویة، وقد بلغت هذه المتون صورها المثالیة عند رؤبة، فهو النمو الأخیر لهذا العمل التعلیمی الذی أرادته المدرسة اللغویة من جهة، والذی استجاب له الرجّاز من جهة أخرى. ولعل هذا ما جعل اللغویین یوقرونه أعظم التوقیر، فأبو الفرج یقدمه فی ترجمته بقوله: "أخذ عنه وجوه أهل اللغة: وكانوا یقتدون به ویحتجون بشعره ویجعلونه إماماً.." 10 ویقول الدكتور ضیف: "والأرجوزة الأمویة من هذه الناحیة تعد أول شعر تعلیمی ظهر فی اللغة العربیة 0011" ویقول: "... ومهما یكن فقد ألهمت الأرجوزة الأمویة الشعراء فی العصر العباسی أن یقوموا بنظم شعرهم التعلیمی، كما ألهمت أصحاب النثر وضع المقامة"12 .
وهذا الذی ذهب إلیه الكاتب یوشك أن یكون صواباً لولا أنه قصر به قلیلا... ذلك أننا نرى أن هذا اللون من الأدب لم تكن بذرته قد بذرت فی هذه المرحلة من العصر الأموی، ولكن البذرة قد نبتت واستوت على سوقها منذ زمن بعید بعید !!.
من أین أتت الخدعة ؟
ونحن نرجح تخطئة الذین ذهبوا إلى أن الشعر التعلیمی إنما عرفه الأدب العربی مع ما عرفه من الثقافة الدخیلة، والفكر الوافد- شرقیّة وغربیّة، هندیّة ویونانیّة- أو ابتكر فی هذا العصر العباسی ابتكاراً بسبب امتزاج الأفكار والثقافات وتوالدها، أو أن الأرجوزة الأمویة هی التی وجهت إلیه الشعراء العباسیین!..ِ
إن الخطأ قد أتى هؤلاء الكاتبین من جهة ( التطبیق).. فهم یُعَرِّفون الشعر التعلیمی تعریفاً نظریاً جیداً، واضح الحدود والمعالم، بیّن القسمات والسمات، وحین تأتی مرحلة التطبیق العملی یجانبهم التوفیق، ولا یجدون إلا بعض الجزئیات أو الأقسام فی فترة معینة من الزمان تنطبق علیها هذه النظریات، ومن هنا ینطلقون إلى القول بأن هذا الفن كان عدما فیما مضى ثم أصبح له وجود منذ هذه الفترة التی اسُموها بالعصر العباسی، أو على أحسن الفروض العصر الأموی !..
إن هؤلاء الكتّاب یعرفون الشعر التعلیمی بمثل ذلك التعریف الذی صدّرنا به هذا الحدیث، ثم یقسمونه ثلاثة أقسام كما رأینا.
كل ذلك فی أسلوب یخلو فی الغالب من المقومات الفنیة كالخیال والأسلوب الطلی الجمیل بقصد تسهیل الحفظ والتذكر13 .
ثم هم حین یأتون إلى مرحلة النظر فی الأدب العربی منذ جاهلیته، وهل حوى نماذج من الشعر التعلیمی، یذهبون تلك المذاهب التی أشرنا إلیها فیما تقدم !.
رأینا:
ومع أن ما فی الشعر التعلیمی- فی عمومه- من مآخذ وعیوب أكثر مما فیه من حسنات وفضائل ( وأن ما فیه من مثالب ونقائص لا یدعو إلى الدفاع عنه، والتحمس للقول بأن العرب قد عرفوه فی أدبهم، نقرر أن الأدب العربی منذ جاهلیته قد شارك فی هذا اللون من الفن بكل أقسامه التی قدمناها:
(1)فبالنسبة للتاریخ وذكر القرون الخالیة والأمم البائدة، قد امتلأ الأدب العربی بشعر الشعراء فی ذلك، وقد كان ذلك أحد المنطلقات التی انطلق منها جماعة من الشعراء خصوصاً أولئك الذین كانوا على شیء من الثقافة الدینیة والعلمیة كأمیة بن أبی الصلت، وعدی بن زید… 14 الخ من ذلك قصیدة عدی فی منشأ الخلق وقصته خلق آدم وحواء وهبوطهما من الجنة التی یقول فیها:
اسمع حدیثاً كما یوماً تُّحدثه عن ظهر غیب إذا ما سائل سألا
أن كیف أبدى إله الخلق نعمته فینا، وعرّفنا آیاته الأُولا
كانت ریاح وماءٌ ذو عرانیة
..
. وظلمة لم تدع فتقاً ولا خللا
فأمر الظلمة السوداء فانكشفت وعزل الماء عما كان قد سفلا
.

.
..
وبسط الأرض بسطاً ثمّ قدّرها تحت السماء سواء مثل ما فعلا
.
وجعل الشمس مصراً لا خفاء به
. بین النهار وبین اللیل قد فصلا
.
قضى لستة أیام خلیقته وكان أخرها أن صوّر الرجلا
.
وعاه آدم صوتاً فاستجاب له
. بنفحة الروح فی الجسم الذی جبلا
.
ثم استمر الشاعر یتحدث عن خلق حواء وإسكانها مع زوجها الجنة، ونهیهما عن أكل الشجرة، إلى أن أخذ یتحدث عن العقاب الذی أنزل بالحیة جزاء ما أغوت آدم وزوجه، فیقولن:
فلاطها اللّه إذ أغوت خلیفته
. طول اللیالی ولم یجعل لها أجلا
.
تمشی على بطنها فی الدهر ما عمرت
. والترب تأكله حزناً وأن سهلا 15
.
وینظم عدی قصة الزّباء وجذیمة وقصیر، تلك القصة التاریخیة المشهورة:16
ألا یا أیها المثرى المرجّى
. ألم تسمع بخطب الأولینا
.
دعا بالبقة الأمراء یوماً
. جذیمةُ حین ینجوهم ثبینا
.
فطاوع أمرهم وعصى قصیراً
. وكان یقول- لو تبع- الیقینا
.
ودست فی صحیفته إلیه
. لیملك بضعها ولأن تدینا
.
فأردته ورغب النفس یرد
. ویبدی للفتى الحَین المبینا
وخبّرت العصا الأنباء عنه
. ولم أرمثل فارسها هجینا
.
وقدمت الأدیم لراهشیه
. وألفى قولها كذباً ومنینا
.
ومن خدر الملاوم والمخازی
. وهن المندیات لمن منینا
.
أَطفّ لأنفه الموسی قصیر
. لیجدعه، وكان به ضنینا
فأهواه لمارنه فأضحى
. طلاب الوتر مجدوعاً مشینا
.
وصادفت امرءاً لم تخش منه
. غوائله وما أمنت أمینا 17
.
وهكذا تسیر القصیدة فی تصویر الحادثة وقصها... الخ.
(2) فإذا انتقلنا إلى لون آخر من الشعر التعلیمی فی الجاهلیة، وهو ذلك الذی أسموه ( حقائق الفنون والعلوم والصناعات) وجدنا له مثالاً صارخاً للشاعر الجاهلی ( الأخنس بن شهاب)… وهذه القصیدة یذكر فیها سكنى قبائل نجد قبیلة قبیلة، فهی من هذه الناحیة تدخل فی علم تقویم البلدان- أو ما یسمى بالجغرافیة- فمما جاء فی هذه القصیدة:-
فمن یكُ أمسى فی بلاد مقامه
. یسائل أطلالا بها لا تجاوب
.
فلا بنة حطّان بن قیس منازل
. كما نمّق العنوان فی الرّق كاتب
.
لكل أناس من معدِ عمارة
. عروض إلیها یلجؤون وجانب
.
لكیز لها البحران والسِّیف دونه
. وإن یأتهم ناس من الهند هارب
.
تطایر من أعجاز حوش كأنها
. جهام أراق ماءه فهو آیب
.

.
وبكر لها برُّ العراق وإن تخف
.

.

. یحل دونها من الیمامة حاجب
.
وصارت تمیم بین قفٍ ورملة لها من جبال منتأى ومذاهب
.
وكلب لها خبّ، فرملة عالج
. إلى الحرة الرجلاء حیث تحارب
.
وغسّان حیّ عزّهم فی سواهم
. یجالد عنهم خسّر وكتائب
.
وبهراء حیّ قد علمنا مكانهم
. لهم شرك حول الرصافة لاحب
.
وغارت إیاد فی السّواد ودونها
. برازیق عجم تبتغی من تحارب
.
ونحن أناس لا حجاز بأرضنا
. مع الغیث ما نلقى ومن هو غالب
.
ترى رائدات الخیل حول بیوتنا
. كمعزى الحجاز أعوزتها الزّرائب 18
.
فالقصیدة- كما ترى- من الشعر التعلیمی دون ریب؛ ذلك لأن المقصود منها هو بیان مساكن هذه القبائل فی جزیرة العرب والعراق وما إلیهما.
(3) أما القسم الثالث من الشعر التعلیمی، وهو الذی یتناول العقائد والأخلاق, فهو فی الشعر الجاهلی أكثر من أن یحصى عدداً، خصوصاً عند هؤلاء الشعراء من أمثال أمیة بن أبی الصلت وعدی، وزهیر... فإذا جئنا إلى العصر الأموی، وجدنا هذا الضرب من الشعر قد تمثل بوضوح فی عدة موضوعات، أولها: أنه نظمت به الكیمیاء- أو الصنعة كما كانوا یسمونها..-ِ فلقد روى المسعودی أن حكیم آل مروان- خالد بن یزید بن معاویة الذی اشتهر باهتمامه بالكیمیاء قد وضع منظومة فی هذه الصناعة، ذكر فیها طریقة تحویل المعدن الخسیس إلى جوهر نفیس، یقول فیها:
خذ الطّلْق مع الأشْقِ
. وما یوجد فی الطرق
.
وشیئاً یشبه البرقا
. فدبِّره بلا حرق
.
فإن أحببت مولاكا
. فقد سوِّدت فی الخلق 19
.
كما استخدم هذا الشعر فی تعلیم غریب اللغة كما قدمنا فی صدر هذا الحدیث عند الكلام عن الأرجوزة الأمویة، التی أسهمت فی إبراز صورة الشعر التعلیمی العباسی، وفی المقامة فی جانب النثر فیما بعد.. ولقد وقعت محاولة لاستخدام هذا اللون فی شرح فروع الدین - فی رأی عبد الملك بن مروان - من أحد شعراء العصر، فوقف عبد الملك فی سبیلهِ ..وذلك فیما یروى من أن الشاعر الأموی ( الراعی النمیری) قد أنشد عبد الملك بن مروان قصیدته التی یشكو فیها السعادة وهم یأخذون الزكاة، حتى إذا بلغ قوله:
أخلیفة الرحمن إنّا معشر
. حنفاء نسجد بكرة وأصیلا
.
عرب نرى للّه فی أموالنا
. حق الزكاة منزلا تنزیلا
.
قال عبد الملك: لیس هذا شعراً، هذا شرح إسلام وقراءة آیة 20 !...
وهكذا استمر الأمر، نرى شیئا من الشعر التعلیمی فی هذا الموضع أو ذاك، حتى إذا جاء العصر العباسی، رأینا الشعراء ینظمون به فی جملة موضوعات ومسائل علمیة وتاریخیة وقصصیة إظهاراً للبراعة، ودلالة على قدرتهم على التجدید والابتكار، وتدلیلاً على أنهم قد ألموا بمعارف العصر، وثقافات الأمم الأخرى التی نقلت إلى العربیة.. وأنهم قد صاروا على شیء من هضم هذا الذی ترجم، فهم یسهمون بدورهم فی نقله وإیصاله إلى الآخرین عن طریق هذا اللون من الشعر !.. ومن أوائل هؤلاء الشعراء الذین أخذوا من هذا الفن بطرف السید الحمیری (105- 173 ه) الذی كان مفتوناً مغرماً بنظم القصص والمناقب والأخبار التی تروی عن علی وأبنائه. من ذلك ما یروى من أنه سمع محدثاً یذكر أن النبی صلى اللّه علیه وسلم كان ساجداً، فركب الحسن والحسین على ظهره، فقال عمر بن الخطاب رضی اللّه عنه: " نعم المطیّ مطیكما!.." فقال النبی صلى الله علیه وسلم: "ولنعم الراكبان هما" !.. فانصرف السید الحمیری من فوره، فقال فی ذلك:
أتى حسن والحسین النبی
. وقد جلسا حجره یلعبان
.
فغدّاهما، ثم حیّاهما
. وكانا لدیه بذاك المكان
.
فراحا وتحتهما عاتقاه
. فنعم المطیة والراكبان
.
ولیدان أمّهما بَرَّة
. حَصان مطهّرة للحصان
.
وشیخهما ابن أبى طالب
. فنعم الولیدان والوالدان 21
.
ومن ذلك ما یروى من أن علیاً كرم الله وجهه. عزم على الركوب، فلبس ثیابه وأراد لبس خفیه فلبس أحدهما، ثم أهوى إلى الآخر لیأخذه، فانقض عقاب من السماء فأخذ الخف وحلّق به ثم ألقاه، فسقط منه أسود- ثعبان- وانساب فدخل جحراً، فلبس الخف، وحین سمع السید ذلك قال فی سرعة:
ألا یا قوم للعجب العجاب
. لخف أبی الحسین وللحباب
.
أتى خفاً له وانساب فیه
. لینهش رجله منه بناب
.
فخرّ من السماء له عقاب
. من العقبان أو شبه العقاب
.
فطار به، فحلق ثم أهوى
. به للأرض من دون السحاب
.
إلى جحر له فانساب فیه
. بعید القعر لم یرتج بباب
.
كریه الوجه أسود ذو بصیص
. حدید النّاب أزرق ذو لعاب
.
ودفع عن أبی حسن على
. نقیع سمامه بعد السیاب22
.
وسید هذا المیدان غیر مدافع هو أبان بن الحمید اللاحقی المتوفى سنة 200 ه الذی برع فیه حتى ذهب كثیر من الكاتبین إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتكره فی الأدب العربی على غیر مثال سابق، فنظم فی السیر والتاریخ الفارسی، إذ نظم سیرة أردشیر وسیرة أنو شروان 23 وكتاب بلوهر, وكتاب حكم الهند24 ، كما نظم القصیدة المسماة ( ذات الحلل) فی نشأة الخلق وأمر الدنیا وضمنها شیئاً من المنطق. ومن الناس من ینسبها إلى أبی العتاهیة، والصحیح أنها لأبان25. ولیس بین أیدی الناس من كلّ أولئك الآن شیء- ونظم كذلك فی فرائض الصوم والزكاة أرجوزة مزدوجة، ونظم كلیلة ودمنة فی خمسة آلاف بیت26، أو فی أربعة عشر ألف بیت27... لم یبق منها إلاّ جزء یسیر أورده الصولی فی الأوراق, كما أثبت شیئاً من مزدوجة الفرائض.
یقول أبان فی مزدوجة الفرائض شارحاً أحكام الصوم والزكاة:
هذا كتاب الصوم وهو جامع
. لكل ما قامت به الشرائع
.
من ذلك المنزل فی القرآن
. فضلاً على من كان ذا بیان
.
ومنه ما جاء عن النیِّ
. من عهده المتبع المرضیِّ
.
صلى الإله وعلیه سلّما
. كما هدى الله به وعلّما
.
وبعضه على اختلاف الناس
. من أثر ماضٍ ومن قیاس
.
والجامع الذی إلیه صاروا
. رأی أبی یوسف مما اختاروا
.
قال أبو یوسف: أمّا المفترض
. فرمضان صومه إذا عرض
.
.
والصوم فی كفارة الأیمان
.

.

.

. من حنث ما یجری على اللسان.
.
ومعه الحج وفی الظهار
. الصوم لا یدفع بالإنكار
.
وخطأ القتل وحلق المحرم
. لرأسه فیه الصیام فافهم
.
فرمضان شهره معروف
. وصومه مفترض موصوف
.
والصوم فی الظهار إن لم یقدر
. مظاهر یوماً على محرر
.
والقتل إن لم یك عمداً قتله
. فإن ذاك فی الصیام مثله
.
شهران فی العدة كاملانِ
. متصلان لا مفرّقان
.
والحنث فی روایة مقبولهْ
. ثلاثه أیامها موصوله
.
ومثلها فی عدة الأیام
. للمحرم الحالق فی الإحرام
.
ثلاثة یصومها إن طلقا
. لا بأس إن تابعها أو فرّقا28
.


وهذا أنموذج من نظمه لكلیلة ودمنة، یقول فی المقدمة:
هذا كتاب أدب ومحنه
. وهو الذی یدعى كلیل دمنه
.
فیه دلالات وفیه رشد
. وهو كتاب وضعته الهند
.
فوصفوا آداب كل عالم
. حكایة عن ألسَن البهائم
.
فالحكماء یعرفون فضله
. والسخفاء یشتهون هزله
.
وهو على ذاك یسیر الحففا
. لذّ على اللسان عند اللفظ
.
یا نفس لا تشاركی الجهّالا
. فی حب مذموم كّان قد زالا
.
یا نفس لا تشقی ولا تُعَنیّ
. فی طلب الدنیا ولا تمنیِّ
.
ما لم ینله أحد إلا ندِمْ
. إذا تولىّ ذاك عنه وسدم
.
دنیاك بالأحباب والإخوان
. كثیرة الآلام والأحزان
.
وهی وإن نیل بها السرور
. آفاتها وغمها كثیر
.
ویقول فی باب الأسد والثور:
وإنّ من كان دنیءَ النّفس
. یرضى من الأرفع بالأخس
.
كمثل الكلب الشقی البائس
. یفرح بالعظم العتیق الیابس
.

.
وإن أهل الفضل لا یرضیهم
.. شیء إذا ما كان لا یغنیهم
.
كالأسد الذی یصید الأرنبا
. ثم یرى العیر المجد هربا
.
فیرسل الأرنب من أظفاره
. ویتبع العیر على أدباره
.
والكلب من رقته ترضیه
. بلقمةٍ تقذفها فی فیه
.
ویقول فی الباب ذاته:
وباذل النّصح لمن لا یشكره
. كطارح فی سبغ ما یبذره
.
لا خیر للعاقل فی ذی المنظر
. إن هو لم یحمده عند المخبر
.
ولیس فی الصدیق ذكر الصفاء
. خیر إذا لم یك ذا وفاء
.
الرجل العاقل من لا یسكره
. كأس سمو واقتدار یبطره
.
فالجبل الثابت فی أصوله
. لا تقدر الریح على تحویله
.
والناقص العقل الذی لا رأی له
. یطغى إذا ما نال أدنى منزله
.
مثل الحشیش أیّما ریح جرت
. مالت به فأقبلت وأدبرت29
.
وبنظم أبان لهذا الكتاب، ولقیانه المكافأة الجزیلة من البرامكة، وبإقبال الناس علیه، أقبل غیره من الشعراء على نظم هذا الكتاب كذلك، والنّسج على منواله.
ومن هنا تدافع الشعراء ینظمون الشعر التعلیمی فی عدة أبواب من المعارف والعلوم والفنون، فاستخدموه فی الصراع العقدی والمذهبی، وفی الحكمة والموعظة، وفی الفلك والنجوم، والسیرة والتاریخ، وفی اللهو والمجون والحب وأصوله وقوانینه !...
ففی میدان الصراع العقدی والمذهبی:
كان بشر بن المعتمر یفید من هذا اللون الشعری فی الصراع المذهبی، وتأیید وجهة نظر الاعتزال، وتابعه جماعة من الشعراء الذین أثارهم بشار بن برد بما ذهب إلیه من تفضیل النار على الأرض، وإبلیس على آدم فی أبیاته التی یقول فیها:
إبلیس أفضل من أبیكم آدم
. فتبینوا یا معشر الأشرار 30
.
فتصدوا له یردون علیه مبینین أن للأرض الفضل على النار، ذلك لأنها أصل النار، وأنّ النار موجودة فیها (بالقوة)، وأنّ فی الأرض أعاجیب لا تحصى ولا تعد من المعادن والنبات والعناصر الأخرى...
فلبشر قصیدتان طویلتان رواهما الجاحظ فی الحیوان، أولاهما فی ذمّ فرق الإباضیة والرافضة والحشویة، وذكر فیها أصنافاً من الحیوان، وتحدث عن أعاجیبها وطبائعها، وما تقتات به، مستدلاً بذلك على قدرة الخالق، وقد بدأها بالحكمة، فقال:
الناس دأباً فی طلاب الغنى
. وكلهم من شأنه الختر
.
كأذؤب تنهشها أذؤب
. لها عواء ولها زفر
.
تراهم فوضى وأیدی سبا
. كل له فی نفسه سحر
.
تبارك الله وسبحانه
. بین یدیه النفع والضر
.
من خلقه فی رزقه كلهم
. الذیخ والتیتل والعفر
.
ویعدد أصناف الحیوان، وكیف تعیش وتقتات، حتى ینتهی من ذلك إلى قوله:
إنی وإن كنت ضعیف القوى
. فالله یقضی وله الأجر
.
لست إباضیاً غبیّاًولا
. كرافضی غرّه الجفر
.
كما یغرّ الآل فی سبب
. سَفْراً، فأودى عنده السفْر
.
كلاهما وسّع فی جهل ما
. فعاله عندهما كفر
.
لسًنا من الحشو الجفاة الألى
. عابوا الذی عابوا ولم یدروا 31
.
والقصیدة الثانیة تتحدث عن العالم وما فیه من المخلوقات المختلفة الأجناس، ویعدد الشاعر الحیوان وأوضاعه مستدلاً بذلك على حكمة الله، مستخلصاً من ذلك أن العقل وحده هو الذی ینبغی أن یهتدی به الناس، وألاّ یتخذوا غیره رائداً مرشداً كما یفعل من ضلوا واحتكموا إلى التقلید:
أما ترى العالم ذا حشوة
. یقصر عنها عدد القطر
.
أوابد الوحش وأجناسها
. وكل سبع وافر الظفر
.
وبعد أن یعدد أجناساً من الحیوان، یقول:
فكم ترى فی الخلق من آیة
. خفیة الحسبان فی قعر
.
أبرزها الفكر على فكرة
. یحار فیها واضح الفجر
.
لله در العقل من رائد
. وصاحب فی العسر والیسر
.
وحاكم یقضی على غائب
.

. قضیة الشاهد للأمر
.
ثم یعود الشاعر فیعدد الحیوان ویذكر طبائعه، وأنه فی طلب رزقه یقلد بعضه بعضا، وعلى مثالهم فی هذا أبناء آدم، إلاّ أنهم مختلفون فی الدین، ومتفاوتون فی الرأی والقدر، وقد تحكمت فیه واستولت عادة الاتباع والتقلید:
وكل جنس فله قالب
. وعنصر أعراقه تسری
.
وتصنع السرفة فیهم على
. مثل صنیع الأرض والبذر
.
والأضعف الأصغر أحرى بأن
. یحتال الأكبر بالفكر
.
متى یرى عدوه قاهرا
. أحوجه ذاك إلى المكر
.
كما ترى الذئب إذا لم یطق
. صاح فجاءت رسلاً تجری
.
وكل شیء فعلى قدره
. یحجم أو یقدم أو یجری
.
والخلد كالذئب على خبثه
. والفیل كالأعلم كالوبر
.
والعبد كالحرّ وإن ساءه
. و الأبغث الأعثر كالوبر
.
لكنهم فی الدّین أیدی سبا تفاوتوا فی الرأی والقدر
.
قد غمر التقلید أحلامهم
. فناصبوا القیاس ذا السَّبر
.
فافهم كلامی واصطبر ساعة
. فإنما النجح مع الصبر
.
وانظر إلى الدنیا بعین امرئ
. یكره أن یجری ولا یدری32
.
وحین أنشأ بشار قصیدته المتقدم ذكرها فی تفضیل النار وإبلیس على الأرض وآدم أنشأ صفوان الأنصاری قصیدته المضادة فی تفضیل الأرض وآدم، فقال :
زعمت بانّ النار أكرم عنصراً
. وفی الأرض تحیا بالحجارة الزند
.
وتخلق فی أرحامها وأرومها أعاجیب لا تحصى بخط ولا عقد
.
وفی القعر من لج البحار منافع
. من اللؤلؤ المكنون والعنبر الورد
.
وفی قلل الأجبال خلف مقطم
. زبرجد أملاك الورى ساعة الحشد
.
وفی الحرّة الرجلاء تلقی معادن
. لهن مغارات تبجس بالنقد
.
من الذهب الإبریز والفضة التی
. تروق وتصبی ذا القناعة والزهد
.
وكلّ فلزّ من نحاس وآنك
. ومن زئبق حی ونوشادر یسدی
.

.

.
وكلّ یواقیت الأنام وحلیها
. من الأرض والأحجار فاخرة المجد
.
.وفیها مقام الحل والركن والصفا
. .ومستلم الحجاج من جنة الخلد 33
.
كما شارك فی الرد على بشار أیضاً سلیمان الأعمى_ أخو مسلم بن الولید قائلاً:
لابدّ للأرض إن طابت وان خبثت
. من أن تحیل إلیها كلّ مغروس
.
وتربة الأرض إن جیدت وإن قحطت
. فحملها أبداً فی إثر منغوس
.
وبطنها بفلزّ الأرض ذو خبر
. لكل جوهرة فی الأرض مرموس
.
وكلّ آنیة عمت مرافقها
. وكل منتقد فیها وملبوس
.
وكل ما عونها كالملح مرفقة
. وكلها مضحك من قول إبلیس 34
.
فی میدان الموعظة والحكمة:
ومن أبرز الشعراء الذین استخدموا الشعر التعلیمی فی الموعظة والحكمة أبو العتاهیة الذی كانت له عدة قصائد تعلیمیة أسهم بها فی میدان نقل العلم والمعرفة للآخرین، و "... أخذت مكانها فی تربیة الذوق الإسلامی وتهذیب الناشئین 000" 35 ... ومن أبرز قصائده هذه أرجوزته المعروفة بذات الأمثال التی یقف فیها موقف المعلم من تلامیذه، أو الحكیم الواعظ الذی یوجه الناس ویریهم سبیل الرشاد من منبره... وهی أرجوزة مزدوجة ینفرد كل بیت فیها بقافیة یشترك فیها شطران، ویذكر أبو الفرج أنها طویلة جداً 36 . وفیها أربعة آلاف مثل 37 ولكنه لم یثبت منها فی أغانیه إلاّ ثلاثة وعشرین بیتاً 38 إلاّ أن جمع دیوانه قد أورد منها ما یقرب من الخمسین بیتاً 39 .
وأبو العتاهیة فی ذات الأمثال هذه یأتینا بحكم أخلاقیة وأمثال سائرة سجّل فیها خلاصة تجاربه وآرائه فی الحیاة مصوغة صیاغة مضغوطة مركزة فی أخصر عبارة بحیث تبدو فی صورة الأمثال السائرة- كما هو واضح من اسمها- فتخف على الألسنة، وتعلق بالذاكرة، فیسهل تداولها، ویسرع فی الذهن استدعاؤها واستحضارها، ومن هنا یحتسبها من یحتسبها فی الشعر التعلیمی40 ، ویضعها من یضعها فی أدب الحكمة !..
والقصیدة لا تعرض لموضوع واحد، أو لفكرة واحدة، ولكنها تعرض لعدة موضوعات، ولأفكار شتى، فكلّ بیت یعرض فكرة مستقلة، وقد تشترك عدة أبیات فی عرض فكرة، ولكن یظل كل بیت وحدة قائمة بذاتها، ترض جانبا مستقلا من جوانب الفكرة العامة 41 . یقول أبو العتاهیة:
...حسبك ما تبتغیه القوت
. ما أكثر القوت لمن یموت
.
الفقر فیما جاوز الكفافا
. من اتّقى الله رجا وخافا
.
إن كان لا یغنیك ما یكفیكا
.

. فكل ما فی الأرض لا یغنیكا
.
إن القلیل بالقلیل یكثر
. إن الصفاء بالقذى یكدّر
.
ومنها:
لكل شیء معدن وجوهر وأوسط وأصغر وأكبر
.
وكل شیء لاحق بجوهره
. أصغره متصل بأكبره
.
مازالت الدنیا لنا دار أذى
. ممزوجة الصفو بألوان القذى
.
الخیر والشر بها أزواج
. لذا نتاج، ولذا نتاج
.
من لك بالمحصن ولیس محصن
. یخبث بعض ویطیب بعض
.
لكل إنسان طبیعتان
. خیر وشر وهما ضدان
.
والخیر والشر إذا ماعدّا
. بینهما بؤن بعید جدا
.
وهكذا تمضی الأرجوزة التی یتضح فیها تعدد الموضوعات وتشتت الأفكار الذی رّبما كان السبب فیه أنها لم تنظم فی وقت واحد، وإنما نظمت فی أوقات متباینة متباعدة، كلما خطر للشاعر خاطر، وعنت له فكرة جدیرة بالتسجیل أسرع إلى تسجیلها رجزاً وألحقها بدفتره42 .
ومن شعره هذا مذكراً بالموت وسكراته، لائماً على نسیانه والسهو عنه:
حتى متى تصبو ورأسك أشمط
. أحسبت أن الموت فی اسمك یغلط
.
أو لست تحسبه علیك مسلّطا
. ویلی ، وربك إنه لمسّلط
.
ولقد رأیت الموت یفرس تارة
. جثث الملوك وتارة یتخبط
.
فتألف الخلان مفتقداً لهم
. ستشط عمن تألفن وتشمط
.
وكأننی بك بینهم واهی القوى
. نضواً تقلص بینهم وتبسط
.
وكأننی بك بینهم خفق الحشا
. بالموت فی غمراته یتشحظ
.
وكأننی بك فی قمیص مدرجاً
. فی ریطتین ملفف ومخیط
.
لا ریطتین كریطتی متنسم
. روح الحیاء ولا القمیص مخیط 43
.
ویمكن النظر فی هذه النصوص التی أوردناها من قبل لبشر بن المعتمر، وصفوان الأنصاری، وسلیمان الأعمى- باعتبارها نماذج للحكمة والموعظة، بل هی من صمیم ذلك دون ریب، كما یمكن اعتبار آداب وأشعار الوعاظ والزهاد من الأدب التعلیمی فی الصمیم!..
الاستعمار.. ودوره فی تخریب التعلیم فی البلاد الإسلامیة
یقول المستشرق الإنكلیزی (هاملتون جب):
"لقد استطاع نشاطنا التعلیمی والثقافی عن طریق المدرسة العصریة والصحافة أن یترك فی المسلمین- ولو من غیر وعی منهم- أثرا یجعلهم فی مظهرهم العام ( لا دینیین) إلى حد بعید، ولا ریب أن ذلك هو اللب المثمر فی كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامی على حضارته من آثار).
ویقول الدكتور عبد الحلیم محمود- شیخ الجامع الأزهر السابق رحمه الله:
(إن الأمر قد وصل بالاستعمار أن صاغ خریجی كلیات الحقوق، بحیث لا یفهمون بعد (اللیسانس) كتابا عربیا فی المواد التشریعیة، ولیس الأمر بغریب، إن جدول التدریس فی كلیات الحقوق یخصص عشرین محاضرة فی الأسبوع للقوانین الأوروبیة، ومحاضرتین فقط للشریعة الإسلامیة)

+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در چهارشنبه ۱۱ فروردین ۱۳۸۹و ساعت 19:11|