ابزار وبمستر

فن القصة ـ دراسة مختصرة
ان كل انسان یستطیع ان یحكی لك حكایه او یقص علیك حادثه فی الطریق او وقعت له ، ای ان الاستعداد القصصی خاصیه انسانیه یشترك فیها جمیع الناس ، ولكن كاتب القصه یختلف عن كل انسان فی انه ینظر الى الاشیاء الواقعه نظره خاصه . فهو لایقف منها عندالسطح ، ولكنه یتعمقها و یفرز علیها من افكاره و خیاله ، ویجعل لها تكوینا ً آ خر و فلسفه اخرى ، ثم هو یختزن كل ذلك فی نفسه لیستقله فی یوم من الایام .
وحین یعود لنفسه لیستمد من ذلك المخزون فإنه لا یستمدمنه اعباطا ً و لكنه یستمد ماله اهمیه خاصه .
لذلك كانت مادة العمل القصص الناجح دائما ماده لها هذه الصفه , صفة الاهمیه .
و لیس كل القصص التی تتناول الحوادث الكبیره ذا قیمه ادبیه , و لكن القیمه تأتی من ان الكاتب قد تعمق هذه الحادثه و نظر إلیها من جوانبها المتعدده .
و بعباره عامه نقول : قد اكسبها قیمه انسانیه خاصه .
و اذا قلنا ان الكاتب یختار الحادثه المهمه -- صغیره كانت ام كبیره -- فاننا نقدر قیمة الاختیار فی العمل الادبی .

(( و تدل كتب الامثال على ان العرب عرفوا فن القصه منذ اقدم العصور و كانت القصه فی اول امرها عباره عن اخبار تروى ,
تمتزج فیها الحقیقه بالخیال و التاریخ بالاسطوره .
و حین ظبطت الروایه و احكمت شروطها , و كثر التدوین فی العلوم الانسانیه ,
تمیزت الاخبار عن التاریخ ,
فحفلت كتب الادب بالاخبار عن المشاهیر و غیر المشاهیر .
ولم یقصد بهذا النوع اعلام القارئ بحقیقه تاریخیه , انم تساق فی ثنایا الكتب للتفكه حینا و للعضه حینا آخر .
و یعزى فضل الریاده فی هذا الفن الى كاتب مصری هو محمد تیمور و آخر لبنانی هو میخائیل نعیمه ))


.. تعریف القصه و الحكایه ..

القصــــــــــــــه :
سرد واقعی او خیالی قد یكون نثراً او شعرا ً یقصد به اثارة الاهتمام و الامتاع
او تثقیف السامعین و القراء .
و یقول ( روبرت لویس ستیفنسون ) و هو من رواد القصص المرموقین :
لیس هناك إلا ثلاث طرق لكتابة القصه , فقد یأخذ الكاتب الحبكه ثم یجعل الشخصیات ملائمه لها , او یأخذ شخصیه و یختار الاحداث و المواقف التی تنمی تلك الشخصیه , او قد یأخذ جوا ً معینا ً و یجعل الفعل و الاشخاص تعبر عنه و تجسده .

تعریفات حول القصه و الحكایه

القصه القصیره :سرد قصصی قصیر نسبیا ً ( قد یقل عن عشرة آلاف كلمه ) یهدف الى احداث تأثیر مهیمن و یمتلك عناصر الدراما . وفی اغلب الاحیان ترتكز القصه القصیره على شخصیه واحدة فی موقف واحد فی لحضه واحدة .
و حتى اذا لم تتحقق هذه الشروط فلا بد ان تكون الوحده هی المبدأ الموجهه لها. و الكثیر من القصص القصیره تتكون من شخصیه ( او مجموعه من شخصیات ) تقدم فی مواجهة خلفیه او وضع , و تنغمس خلا الفعل الذهنی او الفیزیائی فی موقف .
و هذا الصراع الدرامی ای اصطدام قوه متضادة ماثل فی قلب الكثیر من القصص القصیرة الممتازة .
فالتوتر من العناصر البنائیه للقصه القصیره كما ان تكامل الانطباع من سمات تلقیها بالاضافه الى انها كثیرا ً ما تعبر عن صوت منفرد لواحد من جماعه مغموره .


# ویذهب بغض الباحثین الى الزعم بأن القصه القصیره قد وجدت طوال التاریخ بأشكال مختلفه مثل قصص العهد القدیم عن الملك داوود , و سیدنا یوسف و راعوث , و كانت الأحدوثه و قصص القدوة الاخلاقیه فی زعمهم هی اشكال العصر الوسیط للقصه القصیره .
و لكن الكثیر من الباحثین یعتبرون ان المسأله اكبر من اشكالمختلفه للقصه القصیره , فذلك الجنس الادبی یفترض تحرر الفرد العادی من ربقة التبعیات القدیمه و ظهوره كذات فردیه مستقله تعی حریاتها الباطنه فی الشعور و التفكیر , و لها خصائصها الممیزه لفردیتها على العكس من الانماط النموذجیه الجاهزه التی لعبت دور البطوله فی السرد القصصی القدیم .


# و یعتبر ( إدجار الن بو ) من رواد القصة القصیرة الحدیثة فی الغرب .
وقد ازدهر هذا اللون من الادب فی انحاء العالم المختلفه , طوال قرن مضى على ایدی ( موباسان وزولا وتورجنیف و تشیخوف و هاردی و ستیفنسن ) , و مئات من فنانی القصه القصیره .
وفی العالم العربی بلغت القصة القصیرة درجه عالیه من النضج على ایدی
یوسف ادریس فی مصر , و زكریا تامر فی سوریا , و محمد المر فی دولة الامارات .


# ان للقصه القصیره انواع او انماط عدیده ..
اذكر بعضها للفائده .. و هی الانماط الاكثر تداولا ً و انتشارا ً

1= المیثو لوجیـــــــــــــا ..
هو مزج بین الاساطیر و الزمن المعاصر .. دون التأثر بما شكلته لنا الاساطیر من سحر و جمال .. او حتى التقید بازمنتها و امكنتها .

2= التسجیلیـــــــــــــــــة ..
لا تعنی الخواطر و الوجدانیات .. او حتى الكتابه الانشائیه .. بل هی قصص فی اطارها المألوف .. و لكن بإضافات ابداعیه جدیده .. تتضمن للكاتب الحریه و الوجدانیه معا ً .

3= السیكولوجیـــــــــــــة ..قصص .. تطمح الى تصویر الانسان ..و عكس افكاره الداخلیه .. تصل الى المستوى النفسی للانسان .. و تفند احاسیسه ومشاعره .. وتتكلم دائما عن اشیاء خفیه فی النفس البشریه .

4= الفانتازیــــــــــــــــــــا ..اعتبره اشرس انواع القصة القصیرة .. فهو ذو طابع متمرد .. متمیز بالغربه و الضیاع .. هو اسلوب ثوری على الاسالیب التقلیدیه .. وخروج غیر مألوف عن الدارج بحیث یطغى على الماده .. یهدف كاتب هذه النوعیه من القصص الى ابراز مدى الفوضه الفكریه و الحضاریه .. لدى انسان هذا العصر .. و حیاته .. فهو یرفض التقلید او الرضوخ للواقع .


الحكـــــــــــــــــــــایة :
سرد قصصی یروی تفصیلات حدث واقعی او متخیل , وهو ینطبق عادة ً على القصص القصیره ذات الحبكه المتراخیة الترابط -- مثل : حكایة الف لیلة و لیلة .


الحكــــــــایة الشعبیــــــــــــه :خرافه ( او سرد قصصی ) تضرب جذورها فی اوساط شعب و تعد من مأثوراته التقلیدیة . وخاصه فی التراث الشفاهی .
و یغطی المصطلح مدى ً واسعا ً من المواد ابتداء ً من الاساطیر السافرة الى حكایات الجن .
و تعد الف لیلة و لیلة مجموعة ذائعة الشهره من هذه الحكایات الشعبیه .




عناصـــــــــر العمــــــــل القصصــــــــی :

1-- الحـــــــــادثة :الحادثه فی العمل القصصی مجموعه من الوقائع الجزئیه مرتبطه و منظمه على نحو خاص و هو مایمكن ان نسمیه ( الأطار ) , ففی كل القصص یجب ان تحدث أشیاء فی نظام معین , وكما انه یجب ان تحدث اشیاء فأن النظام هو الذی یمیز أطار عن الآخر , فالحوادث تتبع خطا فی قصة و خطا آخر فی قصه أخرى .
و الحادثه الفنیه هی تلك السلسله من الوقائع المسروده سردا فنیا , التی یضمها اطار خاص .
واذا كنا هنا نتحدث عن عنصر الحادثه فینبغی ان نذكر بأن هناك نوعا ً من
القصص یعنى عنایة خاصة بالحادثة و سردها و تقل عنایته بالعناصر القصصیه الاخرى . و یسمى هذا النوع ( قصة الحادثه ) او ( القصة السردیة ) وفی القصة السردیة تكون ( الحركة ) هی الشئ الرئیسی .
فالحركه عنصر أساسی فی العمل القصصی و هی نوعان : حركة عضویة , و حركة ذهنیة .
و الحركة العضویة تتحقق فی الاحداث التی تقع , و فی سلوك الشخصیات , وهی بذلك تعد تجسیما ً للحركه الذهنیه التی تتمثل فی تطور الفكره العامه نحو الهدف الذی تهدف الیه القصة .



2 -- الســـــــــــــرد :هو نقل الحادثه من صورتها الواقعه الى صوره لغویه , فحین نقرأ مثلا ً
(( و جرى نحو الباب و هو یلهث , و دفعه فی عنف , و لكن قواه كانت قد خارت , فسقط خلف الباب من الأعیاء )) ..
نلاحظ الافعال >> جرى , یلهث , خار , سقط .. فهذه الافعال هی التی تكون فی اذهاننا جزیئات الواقعه , و لكن السرد الفنی لا یكتفی عادة بالافعال كما یحدث فی كتابة التاریخ , بل نلاحظ دائما ان السرد الفنی یستخدم العنصر النفسی الذی یصور به هذه الافعال
(( وهو یلهث , فی عنف , من الاعیاء --- فی المثال السابق )) وهذا نتج شأنه ان یكسب السرد حیویة , ویجعله لذلك فنیا ً .
و لكاتب القصة ان یختار كیفیة كتابة قصته من بین ثلاث طرق :
الطریقة المباشرة او الملحمیة , وطریقة السرد الذاتی , و طریقة الوثائق .
الطریقه الاولى مألوفه اكثر من غیرها و فیها یكون الكاتب مؤوخا یسرد من الخارج .
و فی الطریقة الثانیة یكتب على لسان المتكلم . وهو بذلك یجعل من نفسه و أحد شخوص القصه شخصیه واحدة . و هو بذلك یقدم ترجمه ذاتیه خیالیه .
وفی الطریقه الثالثة تتحقق القصه عن طریق الخطابات او الیومیات او الحكایات و الوثلئق المختلفة .



3 -- البنــــــــــــــــــاء :هناك صور عده لبناء الحادثه القصصیة بناء ً فنیا ً , و یمكن ان یقال ان كل قصة لها صوره بنائیه خاصه بها , و مع ذلك فقد امكن ضبط مجموعه من الصور البنائیه العامه , وهناك -- بصفه عامه -- صورتان لبناء الحبكه القصصیة هما :
صورة البناء و الصورة العضویه ,
وفی الاولى لاتكون بین الوقائع علاقه كبیره ضروریه او منتضمه . و عند اذن تعتمد وحدة السرد على شخصیة البطل الذی یربط بشخصه النواه الشخصیه المركزیه بین العناصر المتفرقه . و قصص المغامرات بعامه تمثل هذا النوع .
اما فی الصوره البنائیه العضویه فأن القصه مهما امتلات بالحوادث الجزئیه المنفصله الممتعه فأنها تتبع ( تصمیما ) عاما معقولا و فی خلال هذا التصمیم تقوم كل حادثه تفصیلیه بدور حیوی واضح .
فهناك شئ اكثر من مجرد الفكره العامه فی سیر القصه , فالخطه كلها لابد ان تعد بصوره مفصله , وان تنضم الشخصیات و الحوادث بحیث تشغل اماكنها المناسبه , وان تؤدی كل الخطوط الى النهایه .
و ینبغی ان یكون واضحا ً ان الصوره البنائیه تختلف من نوع قصصی الى آخر ,
فالصوره البنائیه التی تتمثل فی الروایه لا یمكن ان تصلح لبناء قصه قصیره . او ابسط صوره لبناء القصه -- و هی الصوره المأ لوفه بصفه عامه -- هی تلك التی تتمثل بین طرفی الصراع , و هما الهدف و النتیجه .



4 -- الشخصیـــــــــــــة : القصه معرض لأشخاص جدد یقابلهم القارئ لیتعرف علیهم و یتفهم دورهم , و یحدد موقفهم .
و طبیعی انه من الصعب ان نجد بین انفسنا و الشخصیه التی لم نعرفها ولم نفهمها نوعا ً من التعاطف . ومن هنا كانت اهمیة التشخیص فی القصه , فقبل ان یستطیع الكاتب ان یخعل القارئ یتعاطف وجدانیا ً مع الشخصیه , یجب ان تكون هذه الشخصیه حیه . فالقارئ یرید ان یراها وهی تتحرك , و ان یسمعها وهی تتكلم , یرید ان یتمكن من رؤاها رؤى العین .
و هناك نوعا ً من القصص یسمى ( قصة الشخصیة ) و یكون فیها الاهتمام بالشخصیه اولا ً و من ثم الحادثه .
و هناك ایضا ً انواع للشخصیات ذاتها فی القصه :
( الشخصیه الجاهزه ) وهی الشخصیة المكتملة التی تظهر فی القصه -- حین تظهر -- دون ان یحدث فی تكوینها ای تغیر ,
و انما یكون التغیر فی علاقتها بالشخصیات الآخرى فحسب . ای تصرفاتها لها طابع واحد .
النوع الثانی ( الشخصیة النامیة )وهی الشخصیة التی یتم تكوینها بتمام القصة , فتتطور من موقف الى موقف , وفی كل موقف یكون لها تصرف جدید یكشف لنا جانبا ً منها .
و الذوق الحدیث یفضل النوع الثانی من الشخصیة كما انه لكل قصّـاص طریقته الخاصه فی رسم الشخصیات ,
فبعضهم یستعیتن بوصف الملامح الخارجیه او الداخلیه او هما معا ً , وبعضهم یدع الحوادث و الحركات ترسمهـــــــــــــا .



5 -- الزمــــان و المكــــان :كل حادثه تقع لابد ان تقع فی مكان معین وفی الزمان ذاته , و هی بذلك ترتبط بظروف وعادات و مبادئ خاصه بالزمان و المكان اللذین وقعت فیهما , الارتباط بكل ذلك ضروری لحیویة القصة , لانه یمثل البطانه النفسیة للقصة , و یسمى هذا العنصر (( SETTING )) , و یقوم بالدور الذی تقوم به المناظر على المسرح بوصفها شیئا ً مرئیا ً یساعد خیال القارئ .
و تزداد عندما یساعد على فهم الحاله النفسیه للقصة او الشخصیة , فهو هنا یقوم بنفس الدور الذی تقوم به الموسیقى المصاحبه للمسرحیه او القصه السینمائیه ,
واخیرا ً یصبح التصویر مهما ً احیانا حتى انه یكاد ان یقوم بدور الممثل فی القصة , او تكون له قوه درامیه .



6 -- الفكــــــــــــــــــــــرة :یتحدث القارئ المتوسط عن ( الأطار ) فی القصه , وهو عادة ًیعنی بذلك ماذا حدث ؟ , وعندما نحلل القصه لایكون لهذا السؤال من اهمیه مایكون سؤالنا : لماذا حدث ؟ صحیح ان نهایة كل قصة تعطی نوعا ً من النتیجه فهناك شئ یحدث فعلا ً و لكن اسباب هذه النتیجه اكثر اهمیه من الحوادث الواقعه ذاتها .
فخلف الحوادث یقع المعنى , و هذا المعنى یقبله القارئ و یرفضه معتمدا ً على ما اذا كان المؤلف قادرا ً على اقناعه بأن النتیجه تتفق مع خبرته بالحیاه او الحیاه كما یصورها المؤلف .
فالقصة إذا ً انما تحدث لتقول شیئا ً , لتقرر فكره .. فالفكره هی الاساس الذی یقوم علیه البناء الفنی للقصة .
و الموضوع الذی تبنى علیه القصة لایكون دائما ً ایجابیا فی اثره
فمع انه یجب ان یقرر بطریقه مباشره او غیر مباشره عن الحیاة او السلوك الانسانی فإنه غیر محتاج لأن یحل مشكله .
وقد بین كاتب القصة الروسی العضیم ( تشیكوف ) لصدیق شاب ان هناك فرقا بین حل المشكله و وضعها وضعا ً صحیحا ً ,
فیكفی الفنان ان یصور مشكلته تصویرا ً صحیحا ً .
وحین نبحث عن سبب اعجابنا بقصة قرأناها سنجد ان فكرتها كان لها اثر فی هذا الاعجاب ,
ولكن هل نقرأ العمل الفنی لفكرته و حسب ؟
ان القصة هی صورة الحیاة و نحن نعرف الحیاة معرفه جیدة
و ننتظر من القصة دائما ً ان تكون صادقه حیه , مقنعة كالحیاة الواقعه , و لكن القصة تمتاز عن الحیاة بأن لها صوره فنیه خاصة فالكاتب یقدم لنا قصه -- و قصة بالذات -- حین یقدم لنا فكرة , كما ان مصدر اعجابنا لایمكن ان یحدد دائما ً بقاعدة لأننا فی كل قصه یـُــكشف لنا شئ جدید
و لكن من المؤكد ان القصه -- ككل عمل فنی -- لا یتحدد لها شكل حتى تتحقق فیها فكرة الكــــــــــــــــاتب .





>>>> الانواع القصصیه الرئیسیة هی .. ..الأقصوصه , القصة القصیرة , القصة , الروایه .. ..
ویغلو بعض كتاب القصص فی هذه الایام فی اتجاهیین :
الاتجاه الى الصراع الاجتماعی , و الاتجاه الى التحلیل النفسی , و لیس لنا ای اعتراض على ای اتجاه , مادام لایؤثر فی سمة العمل الانسانیه ولایطغى على الحقائق الفنیه .


(((( المصادر )))) :
التحلیل الأدبی
المعاجم العربیة
معجم المصطلحات الأدبیه / إبراهیم فتحی
الأدب و فنونه / عز الدین إسماعیل
النقد الأدبی : أصوله و مناهجة / سید قطب
+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در شنبه ۱۱ اردیبهشت ۱۳۸۹و ساعت 19:37|